..بقلم علي الطالقاني
جمال الموسوي . مدير مكتب البرقيه التونسيه والموعد الجديد
العالميه في جمهورية العراق
إن المتتبع للتاريخ البشري (human history) يعلم يقيناً إن مسألة الحاكم المنحرف المتجبر امر قديم وأنه كلما تغيب الوعي المجتمعي عن الامم كلما إستغل المتسلطون هذا الشئ ولذا تجد ان الامة العراقية وعلى طول التاريخ الحديث لم يتولى امرها حاكم جيد طيب بل بالعكس تولى امرها طغات متمردون والسؤال هو لماذا؟؟؟...طبعاً لانستطيع ان نقول ان الخلل في الحاكم فقط لان الامر لايقتصر على واحد فقط لكي نحمله المسؤولية كاملة بل ان الامر تعداه الى عددٍ غير بسيط وهذا في دائرة التاريخ الحديث ولو اردنا الولوج الى التاريخ القديم لاصابتنا الدهشة لتكراره المرير..وعموماً فالحاكم انما هو من نفس جنسية هذا المجتمع اي انه (عراقي) اذا فببساطة نقول انه انما يعكس ابجدية التقويم الانساني الموجود في تلك الامة فالاوصاف التي يحملها الحاكم العراقي دوماً هي((جلاد-باطش-دكتاتور-متلون-من افق)) وهذه الاوصاف متكررة مع وجود النسبة والتناسب اكيداً بين شخصية واخرى وبالنتيجة فالامة العراقية نفسها يوجد خلل في الهرمية الانسانية الموجودة فيها فالحاكم باطش لانه وليد العنف الاجتماعي السائد والحاكم جلاد لانه وليد العسكرة والبداوة السائدة وغياب التمدن والحاكم دكتاتور لوجود التزلف والتملق الاجتماعي السائد والحاكم متلون لوجود الزعزعة في ترسخ المبدأ السائد وهو ماأسميه(الجبن النفسي) والحاكم منافق وهنا بيت القصيد لوجود السذاجة الموجودة والسائدة في المجتمع بحيث انه ما أن يتكلم يُصَدقُ على الفور من غير تحقيق وتدقيق والكلام اكيداً لايشمل الجميع ولانطلقه الا انه يتحقق في الغالب وهذا لايعني ان الامة العراقية لم تقدم بل قدمت الكثير الكثير ولكنه قليل في قبال استشراء هذا النزيف المجتمعي اقصد(اللاوعي المجتمعي)ولذا الامة العراقية اذا ارادت حاكماً افضل فلابد لها من بناء ذاتي وطابع اجتماعي جديد وهذا لايقتصر على الشعب العراقي فحسب ابداً بل يشمل جميع الامة الاسلامية و الشعوب التي تعاني من الدكتاتور او الطاغوت(بحسب المطلح القرآني) ولكني اتكلم عن امتي وشعبي ولذا دعوني اروي لكم هذه الرواية لتعلموا فائدة الوعي الاجتماعي {{حينما فتح الخليفة الثاني ((عمر بن الخطاب العدوي ))بلاد فارس والشام والعراق ومصر جميعاً وهو يعتبر في المصطلح الحديث اليوم امبراطوراً فهو يحكم((العراق-ايران-السعودية-سو ريا-لبنان-مصر-قطر-الامارات-الب حرين-اليمن-فلسطين)) وتخيلوا معي سلطة هذا الحاكم الاسلامي...اقول حينما فتح تلك البلدان خرج على المسلمين الى المسجد وهو يلبس ثوباً جديداً فقام اليه ثلة من الصحابة (المهاجرين والانصار) فقالوا له ياعمر من اين لك هذا فقال لهم اقسم لكم بالله انها مما افاء الله على ولدي عبدالله واني قد قصر ثوبي فكلمته فاعطاني اياه. فقالوا له وما ادرانا انك تقول صدقاً!!! فقال ابعثوا جمعاً منكم يفتش بيتي..فبعثوا بجماعة يفتشون البيت فلم يجدوا شيئاً.فصدقوه وكفوا عنه.}} والخليفة الثالث(عثمان بن عفان الاموي) لما اخذ يتلاعب باموالهم حاكموه واستتابوه فلما عاد الى ذلك قتلوه. ولكن في عصر بني العباس وتحديداً في زواج العباسة من جعفر البرمكي اخذ العمال ينقلون طعام الوليمة الذي تبقى الى خارج بغداد ثلاثة ايام ثم جاف فأضر باهالب بغداد لانه تعفن فأضطروا لحرقه.انظروا الى الفرق بين المجتمعين الاول كان مدركاً والثاني كان متغيباً.وعلى مستوى الشعب العراقي ففي زمن الهدام كانت ميزانية العراق 4 مليار دينار عراقي وكانت الناس تستلم حصة كاملة ولكنها كانت منتفضة غير راضية واليوم الشعب العراقي لايستلم اي حصة الا الفتات وميزانيته بلغت(138مليار دولار) وكل مسؤول صار يملك مايملك وتجد ان الشعب لاهي بالطائفية والجهتية ويوحي لنوري المالكي بأنه راضي عن ذلك فيا ايها الشعب اني اعتذر لكم متى ماتغيرتم انتم وتحققت فيكم الانسانية وانتهى العنف الاجتماعي والنشوز ورجع الوعي الذي ارادت الحوزة العلمية الشريفة ان توصله اليكم حتى انها اضطرت الى بذل الشهداء واي شهداء كوكبة اسلامية لن يشهد لها التاريخ مثيل اعدكم اذا فعلتم سينتهي نوري المالكي بل سينتهي الطاغوت الى غير رجعة.
جمال الموسوي . مدير مكتب البرقيه التونسيه والموعد الجديد
العالميه في جمهورية العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق