انتهى عصر المطابع والمدارس
قرارات التعليم في مصر حتى الآن في إصلاحه لا تساوى من الإصلاح جناح بعوضه بل كلها لتغطية العوار الحقيقي منها وهذا معلوم منذ اللحظة الأولى في عدم الفصل بين وزارة التعليم الجامعي وقبل الجامعي والبحث العلمي والثقافة والإعلام فكلها حزمة فكرية واحدة يجب أن لا تتصارع اختصاصها في تعددها ولا تتناقض قراراتها في تعددها ولقد انتظرنا حتى لا يحكم الرأي العام كالعادة علينا بالتسرع في الحكم على الحكومة رغم وعينا بذلك من طبيعة المنظومة المعدة فلم نجد أهم شيء في التعليم وجوهره قد تغير وهو المقررات التي يتعطاها التلاميذ في مدارسهم فكلها تحمل أصول الفتنة الطائفية وتهتم بالشخصية النمطية في موضوعات القراءة وفكرها وقاموسها في أغلب السنوات على حساب الشخصيات المتميزة وتختار من النصوص الأدبية ما يرسخ فكرة الجهل بها وكرهها وهي هويتنا الثقافية وقرار وزير التعليم بالتغيير كان في صفحة مرسي في التاريخ وهي صفحة لا يجهلها أحد ، كما نؤكد على وجود بعض المحذوفات التي نحترمه في فيها دون شك وكان من المفترض أنه بعد قيام ثورتين في مصر أن يتغير مقررات التعليم لكنها مازلت بصناعتها الخبيثة والمريضة تقتل إحساس أولادنا وتحد من تفكيرهم ووعيهم وتقل من إلمامهم بها لافتقادها للمرونة والجاذبية .
ومما زاد التعليم في بلواه الربط بين التعليم وشبكة الانترنت من خلال وزارة الاتصالات الذي عقده التيار الأصولي للقضاء على المدارس والمعلم والمطابع كلها في مصر فالتعليم قرر القيام بهذا المشروع على خير وجه دون التفكير في الأصل وهي المناهج وغدا لن نرى معلما ولا مدرسة ولا مطبعة في مصر كلها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق