الاثنين، 26 أغسطس 2013

مصر إلى أين ؟؟



_ مصطفى عبد العاطي‏_ يكتب للموعد الجديد والبرقية التونسية 



مما لا شك فيه أننا نقدم كل تقديرنا إلى الأخوة العرب في وقوفهم بجانب مصر سواء كن هذا الوقوف ماديا أو معنويا ، لكن إذا أخذنا هذه الأموال وأوقفنا طاحونة الوعي عن المنتج المعرفي والصناعي والزراعي فإننا نسلب من هذه الأمة قوتها الحقيقية ومستقبلها وثورتها التي قامت من أجلها ، ونقدم بدلا منها تلك الروح الاجتماعية التي أخذت حقها وأبانت عن ضعفها في عهد مبارك واعتبرنا مجرد اكتساح الإخوان هو التغيير ليعود التخلف إلى سابق عهده بأشخاص جدد وأفكار مختلفة نسبيا وهذه روح العجز والتخلف التي جاءت بالإخوان والتي ستعيدهم ألف مرة طالما نحن نسير في فلكها ، مادمنا ندير البلاد لإنتاج سوانا المعرفي والصناعي والزراعي ولا نجد وطننا في كل شيء منها من حولنا ، فأكبر رد على البلاد التي صنعت التخلف لنا مثل تركيا وأمريكا أن ندير تفكيرنا ومصانعنا وزراعاتنا من هويتنا وحينذاك يكون للوطن ضمير ويكون له عقل ، ودون ذلك فإننا نقدمه لقمة سائغة لكل عدو داخليا وخارجيا .
إن من حق كل شاب الآن أن يكون له عمل فورا سواء كان ذلك بتعيين أو مقابل لإعداده فنيا لعمله بعد أن لحسه الفقر والغبن والضياع ، ومن حق كل قلم ومصنع وفأس أن يعرف طريقه للحياة فورا ودون ذلك فإننا نكبل أولادنا وأوطاننا مثل الماضي سواء بسواء .
لقد أخطأنا في ظل التفكير الاجتماعي السابق والأسبق عندما تجاهلنا الإنتاج المعرفي فضاعت هوية الصناعة والزراعة عندنا وأصبحنا نستورد كل شيء من الخارج فالتناسق بين الرأس والجسد أو بين المعرفة والصناعة والزراعة أساس التقدم وأساس الحضارة ودون ذلك فإننا نخدع أوطاننا كالعادة ونخدع ضميرنا ونخدع تاريخنا ونخدع مستقبلنا ، والصناعة دون انفتاح العقل والفكر في كل مناهل المعرفة معناها صناعة نمطية أو منزوية أو موقوتة وكذلك الزراعة ولا يخاف من الفكر إلا الجهلاء ونحن أمة ما تزال دماؤها تسيل من الجهل والتخلف والتشرزم إننا نريد أن نجمع أمتنا إلى الرأي والعمل ، فلماذا تقفون في طريق الأمة وشبابها حتى الآن بعد ما قدم الشباب من تضحيات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق