جمال الموسوي . مدير مكتب البرقيه التونسيه والموعد الجديد
العالميه في جمهورية العراق
في ساعة متاخرة من الليلة الماضية، لاحظ اهل بغداد توترا امنيا ملحوظا في العاصمة، انتشار كثيف لقوات سوات، الشرطة الاتحادية، وقوات من الجيش، تبعه اغلاق لعدد من الجسور والساحات بالكتل الكونكريتية، لحقه عمليات تفتيش لعدد من المناطق.
وفيما يتوقع العراقيون دائما الاسوأ حينما يرون هذه التحركات، فأن بغداد استفاقت اليوم على تظاهرات لعشرات الشباب ضد "الفساد والارهاب"، محتجين على التدهور الامني الكبير الذي تعيشه العاصمة وعموم البلاد.
وفي الوقت نفسه اصدرت السفارة الاميركية في بغداد تاكيدا انها "ستغلق" ابوابها يوم الاحد المقبل لـ"دواع امنية"، مطالبة رعاياها في العراق، وثلاثة دول اخرى، بالحذر الشديد، فيما قامت القوات الامنية منتصف ليلة الامس باغلاق الطريق المؤدية الى المنطقة الخضراء، بالقرب من منطقة العلاوي وسط بغداد، وفرضا طوقا امنيا محكما على المنطقة.
ويقول محللون امنيون غربيون ان العراق تعرض، في عملية اقتحام سجن ابو غريب، الى "ثاني اكبر عملية ارهابية منسقة في التاريخ" بعد عملية 11 سبتمبر، ويؤكدون ان خروج المئات من قياديي القاعدة سيعقد الامور في البلد، الذي يعيش حالة معقدة اصلا، وقد يدفع بالوضع الامني الهش الى الانهيار.
وعلى الرغم من توزع العنف في العراق على اتجاهات وتيارات عدة،الا ان اغلب العمليات المسلحة التي حدثت في البلاد على مدى السنوات الست الماضية كانت تنسب الى "دولة العراق الاسلامية" التابعة للقاعدة قبل ان تعمد هذه الاخيرة الى اسلوب تبنيها رسمياً عبر المواقع الجهادية على شبكة الانترنت.
وكشفت الامم المتحدة قبل ايام أن حصيلة اعمال العنف في العراق بلغت 3383 قتيلا وجريحا خلال شهر تموز الماضي فحسب، فيما اشارت الى أن هذه الحصيلة هي الاكثر دموية في البلاد منذ اكثر من خمس سنوات، كما انها اكثر من حصيلة العنف في سوريا التي تشهد حربا اهلية، للشهر نفسه.
محافظ ونائب سابق من البصرة: القاعدة تخطط لاقامة دولتها على كامل العراق
ويرى النائب السابق عن محافظة البصرة وائل عبد اللطيف ان "القاعدة تخطط لاقامة دولة العراق الاسلامية في العام الفين وعشرين على كامل التراب العراقي وهذا يتطلب منها السيطرة على كامل البلاد،ويمضي بالقول "للملف النيوز" إن "دولة العراق الاسلامية استطاعت فتح ما وصفه بالمكاتب السرية في جميع انحاء البلاد".
وحذرت لجنة الامن والدفاع النيابية في وقت سابق من ان القاعدة تمكنت من تشكيل خلايا نائمة في عدد من المحافظات الجنوبية .
وعما اذا كانت دولة العراق الاسلامية تمكنت من اختراق المحافظات الجنوبية يلفت عبد اللطيف وهو ايضا محافظ سابق للبصرة الى ان " القاعدة تزّور المستمسكات الرسمية ببساطة متناهية وهي قادرة كذلك على تغيير الهيئة العامة لعناصرها من حيث الملبس والشكل العام وجعله متماشيا مع ابناء الجنوب كونها مدربة بشكل كبير على الاختراق وقد طالب بالمقابل بتفعيل الدور الاستخباري الشعبي عبر اعتماد نظام المختارية في المناطق ولاسيما الشعبية منها".
ويتابع عبد اللطيف في اطار تقييمه لاداء الاجهزة الامنية بالجنوب "هناك غياب تخصص وخبرات وتراجع في الاداء الاستخباري ما جعلها غير قادرة على مواجهة القاعدة "،ويضيف "القاعدة تمكنت من استغلال السنوات العشرة الماضية لتحصين مواقعها وتشكيل خلايا نائمة وقد مكنها من ذلك دخول المحاصصة الحزبية على خط توزيع المناصب الامنية العليا في المحافظات الجنوبية ما قد ينذر بزيادة الهجمات في هذه المحافظات"،حسب تعبيره
وعن تنامي مستوى ما يوصف بالسخط الشعبي الذي نتج عن الاستهداف المتكرر للمحافظات الجنوبية ومدى الكسب السياسي الذي قد تجنيه القاعدة من ذلك يحذر النائب السابق وائل عبد اللطيف بان هذا التحرك يهدف الى "اشاعة حالة الاحباط وتأليب الراي العام في الجنوب ضد الحكومة والاحزاب ومجمل العملية السياسية واعطاء انطباع لابن الجنوب بان التجربة الجديدة لم تستطع حفظ حياته حتى في عقر داره".
خبير: القاعدة تستهدف الجنوب لزعزعة هيبة الدولة عند مؤيديها
ويقول متابعون لنشاطات دولة العراق الاسلامية ان "تحركاتها صوب الجنوب العراقي يخفي بين طياته هدفاً سياسياً ومكسباً معنوياً قد يمكنها من الحاق الضرر بهيبة الدولة العراقية التي تشكلت بعد العام الفين وثلاثة في معقل المؤيدين لها".
ويرى الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي أن "حرص القاعدة على استهداف مناطق جنوب العراق يهدف بالدرجة الاساس الى زعزعة معنويات ابناء الجنوب بمجمل العملية السياسية ودفعهم الى اتخاذ مواقف سلبية منها".
ويلحظ الشريفي الذي في حديثه لـ "الملف نيوز" أن "العمليات التي حدثت في الجنوب انتجت حالة يسميها تغيير المزاج الشيعي باتجاه الحكومة ويسوق مثالا على ذلك بان بعض استطلاعات الرأي بحسبه كشفت بان استعداد المواطنين بالجنوب عن الدفاع الحكومة بدأ يتضائل رويداً رويداً ما دفع البعض والكلام للشريفي للمطالبة باسقاط الحكومة بدل الدفاع عنها".
وفي النصف الاخير من شهر تموز الماضي خرج المئات من أبناء محافظات البصرة وذي قار وواسط والمثنى في تظاهرات ليلية للتنديد بالأوضاع الأمنية التي وصفوها بالمتردية وبتدني مستوى تقديم الخدمات ومنها قلة ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية وارتفاع نسب البطالة وقد اسفر تحركهم الذي لازال مستمرا عن اقالة قائد شرطة الناصرية اللواء الركن حسين عبد علي.
وفي اطار هذه المعطيات الى جانب اقتراب الانتخابات التشريعية في 2014 ربما تعمد الجماعات المسلحة الى تصعيد عملياتها في الجنوب العراق في مسعى منها الى دفع الجمهور الى مقاطعة العملية الانتخابية كخطوة اولى ربما تمهد لرفع الشرعية التي ظل ابناء الجنوب يمنحوها للعراق الموحد في مرحلة ما بعد الفين وثلاثة.
جمال الموسوي . مدير مكتب البرقيه التونسيه والموعد الجديد
العالميه في جمهورية العراق
في ساعة متاخرة من الليلة الماضية، لاحظ اهل بغداد توترا امنيا ملحوظا في العاصمة، انتشار كثيف لقوات سوات، الشرطة الاتحادية، وقوات من الجيش، تبعه اغلاق لعدد من الجسور والساحات بالكتل الكونكريتية، لحقه عمليات تفتيش لعدد من المناطق.
وفيما يتوقع العراقيون دائما الاسوأ حينما يرون هذه التحركات، فأن بغداد استفاقت اليوم على تظاهرات لعشرات الشباب ضد "الفساد والارهاب"، محتجين على التدهور الامني الكبير الذي تعيشه العاصمة وعموم البلاد.
وفي الوقت نفسه اصدرت السفارة الاميركية في بغداد تاكيدا انها "ستغلق" ابوابها يوم الاحد المقبل لـ"دواع امنية"، مطالبة رعاياها في العراق، وثلاثة دول اخرى، بالحذر الشديد، فيما قامت القوات الامنية منتصف ليلة الامس باغلاق الطريق المؤدية الى المنطقة الخضراء، بالقرب من منطقة العلاوي وسط بغداد، وفرضا طوقا امنيا محكما على المنطقة.
ويقول محللون امنيون غربيون ان العراق تعرض، في عملية اقتحام سجن ابو غريب، الى "ثاني اكبر عملية ارهابية منسقة في التاريخ" بعد عملية 11 سبتمبر، ويؤكدون ان خروج المئات من قياديي القاعدة سيعقد الامور في البلد، الذي يعيش حالة معقدة اصلا، وقد يدفع بالوضع الامني الهش الى الانهيار.
وعلى الرغم من توزع العنف في العراق على اتجاهات وتيارات عدة،الا ان اغلب العمليات المسلحة التي حدثت في البلاد على مدى السنوات الست الماضية كانت تنسب الى "دولة العراق الاسلامية" التابعة للقاعدة قبل ان تعمد هذه الاخيرة الى اسلوب تبنيها رسمياً عبر المواقع الجهادية على شبكة الانترنت.
وكشفت الامم المتحدة قبل ايام أن حصيلة اعمال العنف في العراق بلغت 3383 قتيلا وجريحا خلال شهر تموز الماضي فحسب، فيما اشارت الى أن هذه الحصيلة هي الاكثر دموية في البلاد منذ اكثر من خمس سنوات، كما انها اكثر من حصيلة العنف في سوريا التي تشهد حربا اهلية، للشهر نفسه.
محافظ ونائب سابق من البصرة: القاعدة تخطط لاقامة دولتها على كامل العراق
ويرى النائب السابق عن محافظة البصرة وائل عبد اللطيف ان "القاعدة تخطط لاقامة دولة العراق الاسلامية في العام الفين وعشرين على كامل التراب العراقي وهذا يتطلب منها السيطرة على كامل البلاد،ويمضي بالقول "للملف النيوز" إن "دولة العراق الاسلامية استطاعت فتح ما وصفه بالمكاتب السرية في جميع انحاء البلاد".
وحذرت لجنة الامن والدفاع النيابية في وقت سابق من ان القاعدة تمكنت من تشكيل خلايا نائمة في عدد من المحافظات الجنوبية .
وعما اذا كانت دولة العراق الاسلامية تمكنت من اختراق المحافظات الجنوبية يلفت عبد اللطيف وهو ايضا محافظ سابق للبصرة الى ان " القاعدة تزّور المستمسكات الرسمية ببساطة متناهية وهي قادرة كذلك على تغيير الهيئة العامة لعناصرها من حيث الملبس والشكل العام وجعله متماشيا مع ابناء الجنوب كونها مدربة بشكل كبير على الاختراق وقد طالب بالمقابل بتفعيل الدور الاستخباري الشعبي عبر اعتماد نظام المختارية في المناطق ولاسيما الشعبية منها".
ويتابع عبد اللطيف في اطار تقييمه لاداء الاجهزة الامنية بالجنوب "هناك غياب تخصص وخبرات وتراجع في الاداء الاستخباري ما جعلها غير قادرة على مواجهة القاعدة "،ويضيف "القاعدة تمكنت من استغلال السنوات العشرة الماضية لتحصين مواقعها وتشكيل خلايا نائمة وقد مكنها من ذلك دخول المحاصصة الحزبية على خط توزيع المناصب الامنية العليا في المحافظات الجنوبية ما قد ينذر بزيادة الهجمات في هذه المحافظات"،حسب تعبيره
وعن تنامي مستوى ما يوصف بالسخط الشعبي الذي نتج عن الاستهداف المتكرر للمحافظات الجنوبية ومدى الكسب السياسي الذي قد تجنيه القاعدة من ذلك يحذر النائب السابق وائل عبد اللطيف بان هذا التحرك يهدف الى "اشاعة حالة الاحباط وتأليب الراي العام في الجنوب ضد الحكومة والاحزاب ومجمل العملية السياسية واعطاء انطباع لابن الجنوب بان التجربة الجديدة لم تستطع حفظ حياته حتى في عقر داره".
خبير: القاعدة تستهدف الجنوب لزعزعة هيبة الدولة عند مؤيديها
ويقول متابعون لنشاطات دولة العراق الاسلامية ان "تحركاتها صوب الجنوب العراقي يخفي بين طياته هدفاً سياسياً ومكسباً معنوياً قد يمكنها من الحاق الضرر بهيبة الدولة العراقية التي تشكلت بعد العام الفين وثلاثة في معقل المؤيدين لها".
ويرى الخبير الاستراتيجي احمد الشريفي أن "حرص القاعدة على استهداف مناطق جنوب العراق يهدف بالدرجة الاساس الى زعزعة معنويات ابناء الجنوب بمجمل العملية السياسية ودفعهم الى اتخاذ مواقف سلبية منها".
ويلحظ الشريفي الذي في حديثه لـ "الملف نيوز" أن "العمليات التي حدثت في الجنوب انتجت حالة يسميها تغيير المزاج الشيعي باتجاه الحكومة ويسوق مثالا على ذلك بان بعض استطلاعات الرأي بحسبه كشفت بان استعداد المواطنين بالجنوب عن الدفاع الحكومة بدأ يتضائل رويداً رويداً ما دفع البعض والكلام للشريفي للمطالبة باسقاط الحكومة بدل الدفاع عنها".
وفي النصف الاخير من شهر تموز الماضي خرج المئات من أبناء محافظات البصرة وذي قار وواسط والمثنى في تظاهرات ليلية للتنديد بالأوضاع الأمنية التي وصفوها بالمتردية وبتدني مستوى تقديم الخدمات ومنها قلة ساعات التجهيز بالطاقة الكهربائية وارتفاع نسب البطالة وقد اسفر تحركهم الذي لازال مستمرا عن اقالة قائد شرطة الناصرية اللواء الركن حسين عبد علي.
وفي اطار هذه المعطيات الى جانب اقتراب الانتخابات التشريعية في 2014 ربما تعمد الجماعات المسلحة الى تصعيد عملياتها في الجنوب العراق في مسعى منها الى دفع الجمهور الى مقاطعة العملية الانتخابية كخطوة اولى ربما تمهد لرفع الشرعية التي ظل ابناء الجنوب يمنحوها للعراق الموحد في مرحلة ما بعد الفين وثلاثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق