السبت، 17 أغسطس 2013

مصر أصغر من أن تقسم .. وأكبر من أن تبتلع !





داود عصمت الصحفي‏__ يكتب للموعد الجديد العالمية 


اليوم سقط القناع عن المقنعين , سقط عن الأبالسة والإخوان الشياطين وبدى جلياً سحنتهم صفراء كمخططاتهم , كالحة كشعاراتهم ، بائسة كأيامهم السوداء .
سقطت أوراق التوت و ظهرت جماعة الخداع والسطو على الحكم هزيلة كأفكارها , شريرة كبرامجها الديكتاتورية الإرهابية .
خلع"الإخوان" بذلات التدليس وكشروا عن أنيابهم جوعى سلطة يشبعون نهمهم إليها من تجويع الناس وحرمانهم من أبسط مقومات العيش . ولا يرويهم سوى الدم . وليس أي دم . إنما لايرويهم سوى دم أبناء هذا الشعب الكريم الذي أكرمهم من دون أن يستحقوا ذلك الكرم .!
في سنة واحدة لم تشهد هبة النيل أياماً سوداء عجافاً كهذه منذ عصر الفراعنة , ففي زمن مرسي المتهم بالهروب من سجن وادي النطرون أصبحت الدولة " وكأنها عزبة أمه " تغامر في مصيرها حفنة من البلطجية والشمامين الهاربين من السجون
" وسواقين التوك توك " ألذي اسس برنامجه الإنتخابي عليهم .
مرسي الذي إعتقد أن كرسي الرئاسة يمنحه حق إلغاء كافة مؤسسات دولة بحجم وعمر مصر ( 7000 سنة ) بجرة قلم أثبت أنه لا يفقه في الإدارة قدر أنملة فانقلب على نفسه عدة مرات , مرة بإعلان دستوري يكرسه حاكماً مطلقاً وأخرى في تعديه على المحكمة الدستورية والقضاء وإفراغ الإدارات كافة من الكفاءات المخضرمة, مستعجلاً الإستحواذ على الدولة ليقينه أنها فرصة إقتنصت بليل لن تتكرر ظلمته ثانية , لذا مهد لجماعته كي تبتلعها مرة واحدة . لكن بسبب غباء تلك الجماعة فلم تدرك أن مصر
" أصغر من أن تقسم وأكبر من أن تبتلع."
هؤلاء هم "الإخوان" الذين عملوا بذهنية اللصوص على زج البلاد في سجن سلطة مرشدهم , مخونين من ينتقدهم , مثيرين الفتن ومشعلين الصراعات في المجتمع , منفذين بوعي أو من دون وعي , ما خططت له الدوائر الصهيونية والأمريكية لتخريب مصر .
فقد تهيأ " للجماعة" أن الدولة فرع تابع لهم فلم تتوان عن أخونتها. منذ اللحظة الأولى التي ظهرت فيه تلك العصابة بوجهها الحقيقي محاولة إعادة مصر إلى العصور الوسطى , وإخضاعها لحكم مرشدها المتوهم نفسه الحاكم بأمره كأن الشعب المصري قطيع يسير وفق إشاراته , وهو ما أوقع "الإخوان" في شر أعمالهم , بل هم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم ودفعوا الملايين إلى الثورة عليهم . فخيراً فعلوا !!
مصر كلها باتت اليوم في الشارع قاطعة الشك بيقين نبذها
" للإخوان " الذين لن تنفعهم إثارة النعرات أو التحريض على الجيش المنحاز دائما إلى شعبه . جيش لم يرهبه التهديد المباشر أو غير المباشر . وقيادته قالت كلمتها, ممهلة مرسي وعشيرته فرصاً عديدة حتى يحققوا مطالب الشعب الذي خرج إلى الميادين ولن يعود منها إلا منتصراً, مستردا مصر من فم غول "الإخوان". حتى أضاعوا كل الفرص التي تم منحهم إياها إما بجهالة .. وإما عن قصد .
نعم, ما يجري اليوم يعيد إلى الأذهان مقولة وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشي ديان في رده على سؤال كيف يمكن أن تهزم مصر من دون حرب مع اسرائيل فقال حينها:" إذا أردتم تدمير مصر وإغراقها في الدم أطلقوا يد الإخوان المسلمين وادفعوهم إلى مواجهة مع الجيش".
غير أن الجماعة كانت أكثر تطرفاً من ديان بمواجهتها الشعب و الجيش معاً , ومع ذلك لم تغرق أبداً ، ما يدل على غباء لا مثيل له, والأكثر غباء من ذلك أنها تحاول تصوير سقوط حكمها على أنه سقوط للإسلام , وهو ما قاله أحد شيوخها في إحدى الندوات معتبراً إنتهاء حكم محمد مرسي نهاية للإسلام ، متناسيا أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) مات ولم ينته الدين الحنيف , بل إنتشر في العالم كله كما توقع له سيد الخلق ( صلى الله عليه وسلم ) , فمن يكون هذا الرئيس الذي ينتهي الإسلام برحيله من الحكم ? أليس غرورهم هو الذي أعمى بصرهم وبصيرتهم ودفعهم إلى حدود الكفر?
لا نستغرب ذلك لأن "الإخوان المسلمين" جعلوا إسلامهم تمصلحاً وسبيلاً للسلطة وليس دعوة حقيقية, ولهذا سقطوا أسرع مما توقع الجميع , ومعهم سقطت كل عناصر وفروع عصاباتهم.
المصريون اليوم بتحركهم لا ينقذون بلدهم فقط من صلف "الإخوان" ووحشيتهم , بل إنهم ينقذون كل الشعوب العربية و الإسلامية , لذلك حق علينا أن نقول : شكراً يا شعب مصر العظيم . شكراً لرجال الشرطة الذين قدموا الضحايا ثمناً للعزة والكرامة والكبرياء . شكراً لجيش مصر البطل . المشوار مايزال طويلاً لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة .. وها أنتم بدأتم خطوتكم الأولى على طريق العودة لمصر التي سلبوها منا اللصوص المتأسلمين . على طريق عودتنا نحن شعبها إلى حضنها الدافئ الذي حرمنا منه منذ ظهور تلك " الوجوه الغبراء " وطلتهم السوداء علينا .
إن ثورتنا البيضاء الناصعة البياض في 30 يونيو 2013
هي ثورة شعب مصر العظيم حيث خرج من أجلها 42 مليون نسمه أي ما يعادل ( نصف شعب المانيا 81 مليون ) و( ثلثي شعب فرنسا 65 مليون ) و ( أكثر من 80 % من شعب إنجلترا 53 مليون ) فلتخرس ألسنة " أشت00ون " و " باترس00ون " "ومن قبلهما " كلينت00ون " وأي حد إسمه ينتهي
ب" .... ون !!

نشر في جريدة الزحف الثوري بتاريخ اليوم 15 أغسطس 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق