الاثنين، 22 يوليو 2013

خيمة البرقية الرمضانية "اليوم14"







مصطفـى العمراني_"مدير مكتب البرقية التونسية" و الموعد الجديد العالمية  _المغرب



رأيتها وهي تحمل في داخلها أرتالاً من الدموع .. تسكب داخلها رذاذاً من الإحباط والكآبة واليأس، ليكون داخلها سيلاً جارفاً لكل الأحاسيس الجميلة والسعيدة المعهودة عنها، كل هذا بسبب موقف جعلها تقلب الموازين إلى السواد..

فتذكرت أن لكل إنسان منظار وبصمة خاصة، فهناك من يراها مشرقة مضيئة فاتحة أبوابها، وهناك من يراها كسفينة عابرة؛ لا يعلم في أي شاطئ سوف ترسو به كل ما عليه محاولة إتمام المسير، وفئة أخرى لم تضئ لهم الحياة شموعها فينظرون لها نظرة كئيبة .. لكن تظل الحياة بحلوها ومرها عجلة تدور وعلينا مسايرتها.. فمن الصعب أن يخفي الإنسان أحزانه، ويكتم همومه وآهاته تتصارع بداخله كما تتصارع الأمواج داخل البحر الممتد..! فحينما تبطش كف الزمان .. وتتوشح الدنيا بوشاح القسوة .. تضيق بنا الأرض بما رحبت .. نشعر بالضيق كأن العيش في هذه الدنيا أصبح أضيق من عنق الزجاجة..

فالحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي يتفاعل فيها بمشاعره ويعبر عنها بصدق .. كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين ... فلا نيأس ما زالت هناك نفوس تحمل المشاعل والقناديل لتضيء أمام غيرها الدروب .. نفوس تحرص على مد يد العون والمساعدة دون انتظار كلمة شكر واحدة ...!

وقد علمتني الحياة أن انفض همومي وأتخلص منها بقدر ما أستطيع تماما كما ينفض الخريف وريقات الأشجار الصفراء من أغصانها برغم أن لكل منا أحزانه وآلامه وإن اختلفت أشكالها وتنوعت أسبابها، إلا أن علينا إلا نستسلم لها أو نيأس بسببها بل نتخلص منها قبل أن تقضي على سعادتنا ..

وليكن لكل منا صندوق خاص يتخلص فيه من همومه وأحزانه .. كالكاتب الذي ينشر كلماته على الورقة.. أو الرسام الذي جعل فرشاته وسيلة للتنفيس عما في صدره فيخرج من خلالها إلى رحاب أوسع .. أو الشاعر الذي يبث أحزانه وهمومه من خلال أشعاره..

المهم ألا ندع أحزاننا وآلامنا النفسية حبيسة في الأعماق تتشعب آثارها وتكبر مع الوقت .. وتصبح العواقب وخيمة بعد ذلك – لا قدر الله-

ولنعلم أن الإنسان الحزين المهموم الذي يحبس نفسه داخل نفسه إنسان ضعيف الإيمان وضعيف الإرادة .. لكن العاقل هو الذي يحارب الهموم والوساوس ويرميها بعيداً مهما أظلمت الدنيا في وجهه .. ومهما عبست الأيام..

فليس هناك ما يريح النفس أكثر من أن ترسم ابتسامة على شفاه ظلت عابسة طويلاً...
وليس أعظم من أن تبعث النور في عيون طالما نظرت للدنيا بعدسات مظلمة ...
وليس أسعد من أن تزرع الأمل في نفس إنسان قد يئس من الحياة..
وليس أروع من أن تأخذ بيد تائه ظل يتخبط في خطواته وتوصله إلى طريق الحق والصلاح ...

ما أروع العطاء.. فالعطاء قمة السعادة...
عن /مجلة حياة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق