الأربعاء، 31 يوليو 2013

لعلكم تتقون ....


بقلم دكتور عاطف عتمان

{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
لماذا رمضان لماذا الصيام؟
هل سيزيد من ملك الله شىء إن صام الناس العام كله ؟
هل سينقص  من ملك الله شىء لو لم يصم أحد؟                                                                  
 جوع وعطش وصلاة وقيام وسهر لماذا؟
وما هى الثمرة المرجوة من الصيام؟
لعلكم تتقون ......
 التقوى..ما التقوى وما ثمارها؟
قال الشاعر..خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.....

 قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل )).

وقيل فى التقوى أيضا...

التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

إذا الأصل فى الصيام تربية وتهذيب للنفس وترويض لها على المنع من أشياء محددة فى أوقات محددة إبتغاء رضا الله فالصيام عمل سرى لا رياء فيه  فهو لله وحده  وهدفة الأساسى السمو بالنفس البشرية وتربيتها على الطاعة إذ تمنع عنها ما أحل الله إبتغاء مرضاة الله
وللتقوى ثمار عديدة إذا حققها العبد منها أنها
تعطى العبد القوة للتغلب على الشيطان

( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)
ومنها زيادة الرزق...

 (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96)
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )
ومنها تفريج الكروب...

 (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)

 ومنها مغفرة الرحمن وجنته..

(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)

لو حاولنا إسقاط هذه المعانى الرائعة على واقعنا ونحن نختم رمضان فهل جنينا ثمرة العطش فى لهيب الحر هل ربينا أنفسنا هل حققنا التقوى؟؟
 أخلاقنا وسلوكنا تغير أم كما هى أم إزدات سوء؟ 
إمتلئت المساجد وإنتشرت موائد الرحمن  وختمنا المصحف منا من ختم مرة ومنا من زاد وتعازمنا على الإفطار وعملنا الكعك وأكلنا القطايف والكنافة وغدا سنذهب لصلاة العيد و...و...
سال الدم الحرام وزاد الفحش فى القول والعمل وطغت الكراهية وقطعت الصلات والأرحام ...
هل جنينا ثمرة الصيام وهى التقوى وهل تمتعنا بثمار التقوى؟؟

يقول ربنا وأن المساجد لله ونحن نقول وأن المساجد للسلفيين والأخرى للإخوان والثالثة لأنصار السنة حتى فى الصلاة لا يجمعنا مسجد وتناسينا أن كل عمود فى الحرمين كان يحتوى فقيها ومذهبا وكل عمود فى الأزهر يشهد بعلم عالم وفقه فقيه  
يقول ربنا وإعتصموا بحبل الله  ونحن نفترق ونتعارك بل ويسفك بعضنا دم الأخر ويهتك بعضنا عرض الأخر ونتشرذم حتى أصبحنا كغثاء السيل وصدق من لا ينطق عن الهوى...

يأمرنا ديننا بالوفاء وحسن المعاملة ونحن نطفف المكيال ونغش البضائع ونأكل أموال الناس بالباطل...
يقول المصطفى لا يدخل الجنة قاطع رحم ونحن نأكل أموال اليتامى والمواريث ونرمى الامهات فى دور الرعاية
يقول الرسول الكريم إذا إلتقى المسلمان بالسيف فالقاتل والمقتول فى النار ونحن نسبح فى بحور الدم  ونقتل بعضنا من أجل منصب أو سلطان
يأمرنا ديننا بحسن الظن وإلتماس العذر ونحن نتصيد الأخطاء  ونتلمس العورات والعيوب


كثرت صلاتنا وتعددت ختماتنا وتمتمنا ولم نعى وكأن القرآن لا يغادر حناجرنا ومشايخنا مازال خطابهم عقيم إلا من رحم ربى
لم نفهم حقيقة الصيام والقيام لم نتعلم ما معنى رمضان زادت مظاهر تديننا وتدنت أخلاقنا وساءت معاملاتنا...

لأننا لم نفهم مراد ربنا سبحانه من صيامنا ولم نحقق التقوى فحرمنا من ثمارها والمحروم من أدرك رمضان ولم يغفر له والشقى من لم يكن له من صيامه إلا الجوع والعطش مضى رمضان وأوشكت شمسه على الغروب وسيمضى العمر وصدق ربنا كل من عليها فآن.....
إلى من فرط وأساء  الأعمال بخواتيمها ولم يبق إلا القليل وفى آخر ليلة من رمضان يعتق الله مثل ما أعتق طوال الشهر

اللهم إجبر كسرنا وتول أمرنا وحسّن أخلاقنا وإجمع على حبك قلوبنا وأحسن خاتمنا وأذقنا حلاوة الإيمان ومتعنا بثمرة الصيام وإرزقنا ثمار التقوى اللهم إحفظ بلادنا وإحقن دمائنا وألف بين قلوبنا ....
وصلى اللهم على خيرالآنام المصطفى العدنان الذى وصف بأنه قرآن يمشى الأرض صاحب الخلق القويم وعلى آله وصحبه الطيبين وعلينا معهم برحمتك يارحمن يارحيم





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق