السبت، 27 يونيو 2015

( اشكالية قصيدة العمودي والرؤى الحداثية




    • جمال الموسوي مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية وجريدة الموعد الجديد العالمية بالعراق 
  • الاستاذ الناقد هاني عقيل


  • ان المسلم به ان الاشكالية التي تواجهها قصيدة العمودي بشكلها الكلاسيكي المعروف هي انها تحاول ان تقف عند تجارب الشعراء الكبار التي بات يخلو منها المشهد الثقافي الا ما ندر ونعني بما ندر تلك التجارب الشعرية الكبيرة لشعراء لم يتسنى لهم الانتشار ولم تحضى تجاربهم بالاهتمام من لدن دور النشر او العاملين على المؤسسات الثقافية الحكومية والذي نود ان نثبته هنا ان التطور الحاصل في المشهد الشعري العربي بعد الحداثة وما بعد الحداثة من تطور اساليب الانزياح والشحصنة والتشيئ والزمكان والكثافة اللغوية ودراسات مقارنة في تماهي التجارب العالمية من صورولوجي ودراسات نقدية حداثوية كل هذا القى بظلاله على الاطياف الشعرية من تفعيلة وقصيدة نثر ومجموعات البروس بصورة عامة وفي هذه الحالة لابد لقصيدة العمودي من النهوض والتطور ولابد للشعراء من التعاطي بالمفاهيم الحداثوية لغة وايقاعا وهندسة بنائية جمالية اذ ان الشكل لايقف امام تطور الدلالات النصية للمنجز فيما اذا احتفى بكل المفاهيم الحداثوية وذا سوف يمنح القصيدة العمودية الاستمرارية والتاثير ويخرجها من حالة الجمود والانكماش الشكلي لكن مع الاخذ بنظر الاعتبار ان قصيدة العمودية استطاعت ان تتجدد وتتماهى ورؤى العصر ففي الشعر الاسلامي ظهرت ملامح التغيير الاولى بعد ان برزت اغراض شعرية لم تكن ذات اهمية في العصر الجاهلي واختفت مفاهيم واغراض شعرية كانت من الاهمية بمكان قبل ظهور الاسلام وكذا تزامن التطور في القصيدة العمودية في العصر الاموي بشكل ملحوظ بعد الانفتاح الحاصل وعصر الترجمة ولم يتوقف التطور الى هذا الحد بل تعداه الى استحداث اطياف شعرية في بلاد الاندلس مثل الموشح والمسمط وبدا هذا التطور في اوجه في المشرق العربي عند بشار بن برد وابي العلاء المعري ووضعت الدراسات النقدية المتطورة المرافقة كما شهدت دراسات عبد القاهر الجرجاني والسكاكي وغيرهم قد يكون هذا التطور الحاصل لم يكن في يوم ما نهاية المطاف فالمشهد الثقافي الشعري العربي شهد تطورا ملحوظا وخطيرا في قصيدة التفعلية بعد التطور الذي حصل في الرؤى الشعرية التي تزامنت مع ظهور مدرسة الديوان ومدرسة ابولو ومدرسة المهجر الشمالي والمهجر الجنوبي حتى وصلت الى الشاعر العربي اودونيس والشاعر العراقي بدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي والشاعرة نازك الملائكة لكن رغم هذا الاعصار القوي بقيت قصيدة العمودي واقفة شامخة حتى ظهرت مدرسة الاحياء التي اخذت على عاتقها الحفاظ على القالب الشعري البلاغي الكلاسيكي في الشعر العربي وذلك من خلال استهام المورورث الشعري لقصيدة العمودي ولم يمنع هذا من حصول الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري على لقب ( شاعر العرب الاكبر ) ولكن يجب على شعراء قصيدة العمودي عدم الوقوف على اطلال الجواهري بل يجب المضي في استلهام التطور الحاصل في رؤى النص الحداثوي من ايقاعات داخلية بنظام النبر وعمل مزاوجة ايقاعية جديدة مستحدثةوكذا في استلهام الاسس الحداثوية في بناء النص بهندسة جمالية متطورة ونثبت هنا ( ان الشاعر المقتدر هو الشاعر الذي يستطيع النظم بكلا النوعين الكلاسيكي والحداثوي المتمثل في قصيدة النثر وتوابع البروس ) وفق رؤى حداثية مناسبة ومن خلال ذلك سوف نتطرق لنص ( لو كنت اعلم ) للشاعرة اسمهان يعقوبي .

    ...................................................................................................................... ....(النص ) لو كنت اعلم - إنّ الــكـآبـة فــــي دمـــي تـتـدفّـقُ ودمـوع عـيني مـن جـوىً تـترقرقُ أنــــا مـــا أتــيـتُ لأيّ حـــرف إنّــمـا أبــيـاتُ شـعـرك كـالـنّسائم تـعـبقُ مـــا عـــاد لـيـلـي يـسـتبدُّ ظـلامُـهُ مـا دمت في آفاق شعري تشرق شــفّـافـة نــغـمـات بــوحـك حــلـوة عـن عـذب ألحان الهوى تتموْسقُ لــلّــه كـــم عـانـيـتُ فـــرط صـبـابـة فـانـظر لـحـالي – مــن بــه يـترَفّقُ دعـني أسـافرُ فـي مـداك حـمامة بــيـضـاء تـلـتـحـف الـفـضـا وتـحـلّـقُ مــا لاح لــي طـيـفٌ يـريح صـبابتي فـالحزن بـي إن طـال بـعدك يقلقُ كــم تـعـزف الاشـواقُ بـي أوتـارها فــهـواك عـــزف كـــم له أتــحـرّقُ مــا لـلـدروب تـضـيق بـي تـغتالني سـهد الـليالي مـن جـفاكم يرهق كيف الصدى في غربتي وعيونها لازال فـــي صــمـت ومـيـضا يـبـرق فــأنـا أتــوق لـنـيل وصـلـك جـاهـدا لـتـزيح عــن صـدري ظـلاما يُـطبقُ لـو كـنت أعـلم فـي الغرام نهايتي مـا كـنت أغرم في هواك وأعشقُ ...................................................................................................................... ....( القراءة الاولى ) ممالاشك فيه ان الشاعرة القديرة ( اسمهان يعقوبي ) شاعرة متمكنة من طيفها الشعري فهي تكتب وفق انساق كتابية عمودية ولكن برؤى جديدة ليتدفق بين اناملها شلال من الابداع في كينونة ابداعية فهي شاعرة لها ادواتها الكتابية ورؤيتها الخاصة ومن هذه الرؤى ما تبثه في هذا النص الباذخ بناءا وايقاعا ورؤيةً ومن خلال عنوان النص تتراى لنا مرامي الشاعرة من هذا البوح اذ هي تخاطبه وبشكل مباشر وتبثه مايختلج بين حنايا وجدها فتقول ( لو كنت تعلم ) وهو اسلوب طلبي تتمنى من خلاله لو انه يعلم ولكنه لايعلم وهذا مما حدى بها ان تبوح لنا بهذا النص . المدخل لاي قصيدة من الاهمية بمكان لفتح الرؤى امام المتلقي بعد اختصار تلك الرؤى في عنوان القصيدة لذا اسمهان يعقوبي تبوح في مدخل هذا النص بارهصات شعورية تتقاذفها بين ظلمة واشراقة فجر تكالبت عليها هواجس الكآبة بل مضت اكثر من ذلك للتتعرش مجرى دمها ليس هذا فحسب بل هاهي دموعها تترقرق من جوى إنّ الــكـآبـة فــــي دمـــي تـتـدفّـقُ ودمـوع عـيني مـن جـوىً تـترقرقُ حسن التعليل من الاهمية بمكان اذ لابد من علة ادبية تشد المتلقي وتشعره بالدهشة من الحذاقة الشعرية الاخاذة فتقول انا ما اتيت هاهنا لاي سبب او اي حرف وانما هي ابيات شعرك التي جذبتني فهي نسائم تعبقُ أنــــا مـــا أتــيـتُ لأيّ حـــرف إنّــمـا أبــيـاتُ شـعـرك كـالـنّسائم تـعـبقُ عودة لحسن التعليل وتكرار هذا الاسلوب ليس من السهولة كما يظن البعض فهو اسلوب يحتاج الى اعمال الفكر وهو من الاهمية بمكان فتقول ماعاد ليلي يستبد ظلامه ترى ماهو السبب فتجيب مادمت في آفاق شعري تشرق ما اجملها من علة ايتها الشاعرة المبدعة نعم لابد له ان يشرق في شعرك ذياك الذي تصوغين من كلماته عقدا يتقلده جيد الزمان ما اروعها من صور هذا هو الشعر صورة تسرقك من نفسك لتتمعن في طياتها الابداع مـــا عـــاد لـيـلـي يـسـتبدُّ ظـلامُـهُ مـا دمت في آفاق شعري تُشرِقُ إنّـــي أدوّنُ مـــا تــقـول – أصــوغُـه عـقـدا عـلـى جـيـدِ الـمـدى يـتألّقُ تتوالى الصور الشعرية التي تنسجها الشاعرة كغلالة من درر كيف لا وهي تصف لنا ذياك البوح المحبب الى نفسها شفافة نغمات بوحك حلوة احرف وتراكيب متقاربة المخارج مما اضفى على النص سهولة النطق وجمال الموسيقى فهاهي ابياتها تتموسق كماهي الحان الهوى . شــفّـافـة نــغـمـات بــوحـك حــلـوة عـن عـذب ألحان الهوى تتموْسقُ لاسلوب التعجب فعله في تمظهر الصلات الخطابية في النص الشعري فمن خلاله تتضح لنا رؤى الشاعرة وما تكابده من الام فتقول لله كم عانيت فرط صبابة . اختيار موفق جدا للمفردات والتراكيب ثم تنتقل الشاعرة برشاقة انتقالة مزامنة لما بدات من تعجب فتطلب الترحم فانظر لحالي من به يترفق اساليب عديدة تدل بما لايقبل الشك تمكن الشاعرة اسمهان يعقوبي من لغتها الشعرية لــلّــه كـــم عـانـيـتُ فـــرط صـبـابـة فـانـظر لـحـالي – مــن بــه يـترَفّقُ تفتح الشاعرة النص نحو دلالات جديدة لكي تتشيء حمامة تسافر في مداه وكما هو معروف ان الشخصنة والتشيئ من الاساليب الحداثوية في الشعر لذا نرى الشاعرة القديرة تحتفل بهذه الاساليب وتذهب اكثر من ذلك اذ هي تلتحف الفضاء وتحلق انتقالات زمكانية رائعة دعـني أسـافرُ فـي مـداك حـمامة بــيـضـاء تـلـتـحـف الـفـضـا وتـحـلّـقُ الشخصنة تدفع النص نحو تنامي الحث السردي لابتكار الشاعرة عدة شخوص من خلال شخصنة الاشياء في النص فهاهو الطيف لايلوح ليريح صبابتها اما الحزن ان طال بعدك يقلقُ مــا لاح لــي طـيـفٌ يـريح صـبابتي فـالحزن بـي إن طـال بـعدك يقلقُ ان من دواعي ارتقاء النص الادبي نحو ذائقة ادبية نخبوية احتفاله بالخطرات الفلسفية والشاعرة ابدعت في تموسق تلك الخطرات ومكنوناتها الذاتية رؤية معبرة تفلسف لنا عزف الاشواق وما الهوى لديها الا عزف له تتحرقُ كــم تـعـزف الاشـواقُ بـي أوتـارها فــهـواك عـــزف كـــم له أتــحـرّقُ تتصاعد وتيرة الاحساس بالضيق وتمظهر الافول لدى الشاعرة فتقول ما للدروب تضيق بي بل تغتالني الله كيف انتقلت الشاعرة بحذاقة رشيقة بين الضيق والاغتيال مفردتان اختزلتا لنا مشاعر جمة واراهصات شعورية عانتها الشاعرة وقت ممارسة الفعل الابداعي للنص مــا لـلـدروب تـضـيق بـي تـغتالني سـهد الـليالي مـن جـفاكم يرهق ترى الشاعر حدوث اشياء لا يراها غيرها وهذه دلالات على عمق الرؤى لدى الشاعرة اذ تشخصن الغربة ولها عيونها التي لازال فيها وميض يبرق كيف الصدى في غربتي وعيونها لازال فـــي صــمـت ومـيـضا يـبـرق ان معزوفة الهجر التي تبثها الشاعرة من خلال هذه القصيدة الرائعة لاتنتهي الا بذياك الوصل الذي يزيح عن صدرها ظلاما مطبقا صور شعرية فيها من صدق العاطفة الشئ الكثير وهذا مايدلل على تأثيرها فينا فــأنـا أتــوق لـنـيل وصـلـك جـاهـدا لـتـزيح عــن صـدري ظـلاما يُـطبقُ تختم الشاعرة النص بما بدأت به ولكن هذه المرة تتكلم عن رؤاها هي ( لو كنتُ اعلم ) وهذا هو الاسقاط الاخير للنص على ذهنية المتلقي لو كنت اعلم _ ماكنت اغرم في هواك واعشقُ لـو كـنت أعـلم فـي الغرام نهايتي مـا كـنت أغرم في هواك وأعشقُ ........................................................................................................................
  • 10:51 مساءً
    .................

    ....( القراءة الثانية ) .......( الايقاع )

    ان الوزن الشعري الفراهيدي فيه من الايقاع الشئ الكثير بتنوع تفعيلاته ومكانية استخدام جملة من الزاحافات والعلل التي المقبولة عروضيا من تغير الايقاع بين مقطع واخر وهذا ما يميز نصوص الشاعرة اسمهان يعقوبي من خلال قدرتها بالتلاعب بتلك التفعيلات مع وجود الزحاف وضمن الاشتراطات العروضية ومما لاشك فيه ان الذائقة ما زالت تتشبث بايقاع الوزن الفراهيدي العمودي لانها ذات ايقاعات ظاهرة في النص وتشكل مساحة ثرة لبناء هندسة موسيقية مؤثرة في النص ولاجدال ان المنظوم وفق التفعيلات الفراهيدية يحتفي بالظرورة بوحدة الزمن اذ لكل تفيعلة بما فيها من زحاف او اعلة او اذا جائت صحيحة زمن مستغرق للبناء واللفظ فالوزن نظام يحكمه الزمن وكذا هي الموسيقى تعد منظومة يحكمها الزمن ايضا لذا جائت مجمل نصوص الشاعرة اسمهان يعقوبي وفق هذا النسق الايقاعي الرائع فهي حريفة في استعمال تلك المميزات الايقاعية من تفاعيل متبانية وفق زمانية متغيرة . ان الــكـآبـة فــــي دمـــي تـتـدفّـقُ ودمـوع عـيني مـن جـوىً تـترقرقُ أنــــا مـــا أتــيـتُ لأيّ حـــرف إنّــمـا أبــيـاتُ شـعـرك كـالـنّسائم تـعـبقُ مـــا عـــاد لـيـلـي يـسـتبدُّ ظـلامُـهُ مـا دمت في آفاق شعى يـتألّقُ - ان العامل النفسي لصاحب المنجز من الاهمية بمكان اذ له تأثيرات ظاهرة في الايقاع ورؤى البناء النصي للمنجز فيمكن للعامل النفسي من التخفيف من حدة الايقاع وهذا يرتكز ايضا على جملة الادوات التي يستخدمها الشاعر وطبيعة تراكيبها ففي نصوص الشاعرة يعقوبي وبصورة عامة نلاحظ اذابة الحالة النفسية في النص وتاثيرها في الايقاع حتى تمكنت الشاعرة من اختيار تراكيب ايقاعية تقترب من لغة الهمس والتنغيم الموسيقي مما يساعد على انخفاض حدة الايقاع الوزني وهذا يمهد الطريق امام انفجار موسيقي في القافية الرائعة التي انتخبتها الشاعرة وهذه لعمري حذاقة شعرية وتمكن في فهم الايقاع العمودي

    شــفّـافـة نــغـمـات بــوحـك حــلـوة عـن عـذب ألحان الهوى تتموْسقُ لــلّــه كـــم عـانـيـتُ فـــرط صـبـابـة فـانـظر لـحـالي – مــن بــه يـترَفّقُ دعـني أسـافرُ فـي مـداك حـمامة بــيـضـاء تـلـتـحـف الـفـضـا وتـحـلّـقُ مــا لاح لــي طـيـفٌ يـريح صـبابتي فـالحزن بـي إن طـال بـعدك يقلقُ كــم تـعـزف الاشـواقُ بـي أوتـارها فــهـواك عـــزف كـــم له أتــحـرّقُ
    ان حالة تقمص الشاعر لرؤى خارج حدود انسانيته او حالة تشيئ الانسان الى مكنونات اخرى لاتاتي اعتباطيا او محض الصدفة بل لها اشتراطات بنائية وايقاعية وزمنية لابد للشاعر من ان يحتفي بها في بناء المنجز وكذا هو الامرعند شخصنة الاشياء وهذا مانجده في هذا النص الباذخ اذ ان الشاعرة تتعامل مع شخصنة الاشياء وفق اشتراطات ايقاعية لها من اهمية الشئ الكثير في بناء منظومة ايقاعية للنص مــا لـلـدروب تـضـيق بـي تـغتالني سـهد الـليالي مـن جـفاكم يرهق كيف الصدى في غربتي وعيونها لازال فـــي صــمـت ومـيـضا يـبـرق فــأنـا أتــوق لـنـيل وصـلـك جـاهـدا لـتـزيح عــن صـدري ظـلاما يُـطبقُ لـو كـنت أعـلم فـي الغرام نهايتي مـا كـنت أغرم في هواك وأعشقُ ..................................... ... ( القراءة الثالثة ) . ( الاسلوبية ) لابد للناقد من تتبع العلاقات الذهنية لصاحب المنجز والتعابير اللغوية للمنجز فمن خلال تلك العلاقة يتسنى لنا معرفة لغة الخطاب الشعري للنص واسلوبية صاحب المنجز وكما هو معلوم ان هنالك نصوص تتمتع باسلوبية فردية ذاتية واخرى غير ذاتية ومما لاشك فيه ان النص المتناول ( لو كنت اعلم ) للشاعرة اسمهان يعقوبي من النوع الذاتي فهي تحاول من خلال النص ان تقدم بوحا ذاتيا اذ هو انعكاس المنجز لمنشئه وهذا ما حدى بالشاعرة الى اختيار اساليب لغوية خاصة في التعبير عن رؤاها الذاتية وكذا اختيارها تراكيب ذات وظائف تعبيرية اسلوبية فيها من الحداثوية الشئ الكثير شــفّـافـة نــغـمـات بــوحـك حــلـوة عـن عـذب ألحان الهوى تتموْسقُ لــلّــه كـــم عـانـيـتُ فـــرط صـبـابـة فـانـظر لـحـالي – مــن بــه يـترَفّقُ دعـني أسـافرُ فـي مـداك حـمامة بــيـضـاء تـلـتـحـف الـفـضـا وتـحـلّـقُ مــا لاح لــي طـيـفٌ يـريح صـبابتي فـالحزن بـي إن طـال بـعدك يقلقُ كــم تـعـزف الاشـواقُ بـي أوتـارها فــهـواك عـــزف كـــم له أتــحـرّقُ لابد للشاعر صاحب الرؤى الذاتية من الاحتفاء بخاصيته الاسلوبية وهذا يوجب التفاته الى جملة اشتراطات في لغة الخطاب فهي من المرتكزات الاسلوبية فلغة الشاعر يجب ان تكون تعبيرية تحتفي بهندسة جمالية وفق بنائية فنية يختارها الشاعر والشاعرة يعقوبي لديها قدرة واضحة في التعاطي مع تلك الاشتراطات البنائية والهندسية الجمالية فهي تختار لغتها وتراكيبها لتحلق داخل النص وتبث ما يدور في خلدها بلغة سلسة واضحة مموسقة إنّ الــكـآبـة فــــي دمـــي تـتـدفّـقُ ودمـوع عـيني مـن جـوىً تـترقرقُ أنــــا مـــا أتــيـتُ لأيّ حـــرف إنّــمـا أبــيـاتُ شـعـرك كـالـنّسائم تـعـبقُ مـــا عـــاد لـيـلـي يـسـتبدُّ ظـلامُـهُ مـا دمت في آفاق شعري تشرقُ مــا لـلـدروب تـضـيق بـي تـغتالني سـهد الـليالي مـن جـفاكم يرهق كيف الصدى في غربتي وعيونها لازال فـــي صــمـت ومـيـضا يـبـرق فــأنـا أتــوق لـنـيل وصـلـك جـاهـدا لـتـزيح عــن صـدري ظـلاما يُـطبقُ لـو كـنت أعـلم فـي الغرام نهايتي مـا كـنت أغرم في هواك وأعشقُ - ان البناء البياني للنص يورد احتفاء الشاعرة بعدة اساليب بلاغية منها الكناية والاستعارة والمجاز وكذا التشبيه بانواعه وهذا يدلل على تمكن الشاعرة من الدرس البلاغي ولكنها رغم ذلك نراها تعمل نوع من التوازن بين تلك الاساليب البلاغية والتراكيب السهلة وسلاسة الالفاظ والمفردات في النص وهذا لعمري حذاقة اسلوبية ترمي الشاعرة من خلالها ان تهب النص جواز المرور للمتلقي كيفما كان وهذا هو سر نجاح نصوص الشاعرة اسمهان يعقوبي مــا لـلـدروب تـضـيق بـي تـغتالني سـهد الـليالي مـن جـفاكم يرهق كيف الصدى في غربتي وعيونها لازال فـــي صــمـت ومـيـضا يـبـرق فــأنـا أتــوق لـنـيل وصـلـك جـاهـدا لـتـزيح عــن صـدري ظـلاما يُـطبقُ لـو كـنت أعـلم فـي الغرام نهايتي مـا كـنت أغرم في هواك وأعشقُ ................................ ( المشهد الشعري للشاعرة ) - - اسمهان يعقوبي شاعرة معاصرة يتجلبب الابداع حرفها طيفها الشعري العمودي يحفل بالكثير من الاوجه البلاغية ولها اسلوبية خاصة مجمل المواضيع المطروقة لديها هي مواضيع ذاتية .تبدع الشاعرة في بناء نصوصها ايقاعيا واسلوبيا لغتها تتراوح بين اللغة البلاغية القاموسية وللغة التعبيرية المتداولة وهذا يعني انها تنتقي لغتها بحذاقة شاعرة تتفنن في هندسة النص . ............................ شكري وتقدير للنص الباذخ ( لو كنت اعلم ) . .شكري وتقديري للشاعرة المبدعة ( اسمهان يعقوبي )









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق