الأحد، 28 يونيو 2015

حكايتنا ... اللحظات الاخيرة في حياة النجوم يرويها فرحات جنيدى الحلقة الثالثة عشر إسماعيل ياسين



حكايتنا ... اللحظات الاخيرة في حياة النجوم يرويها فرحات جنيدى الحلقة الثالثة عشر إسماعيل ياسين
فرحات جنيدي - مدير مكتب وكالة أنباء البرقية التونسية الدولية وجريدة الموعد الجديد العالمية - مصر


الأضواء تخلق انطباعاً لدى البعض عن نجوم السينما بأنهم من المستحيل أن يعانوا من أى حزن أو ألم، فهم يملكنا الشهرة ووفرة المال يصحبها أناقة واهتمام بالمظهر، لكن الحقيقة تكون غير ذلك، تعالى واعرف جكايتنا وحكاية اليوم عن الفنان إسماعيل ياسين "أبو ضحكة جنان" اسماعيل يس علي نخلة، ولد بمدينة السويس واشتهر بأعماله الكوميدية. عاش إسماعيل يس طفولة بائسة وحياة غير مستقرة، حيث لم يكمل تعليمه الإبتدائي، وترك المدرسة عقب وفاة أمه ودخول أبيه السجن، فعمل مناديًا أمام محل بيع أقمشة، وقد نمت موهبته وهو صغير، وتأثر بعبد الوهاب وأعد لنفسه ليكون مطربًا. غنى في الأفراح والمقاهي، ثم نزح إلى القاهرة وانضم إلى فرقة بديعة مصابني، والتفتت إليه السينما حيث قدمه فؤاد الجزايرلي عام 1939 في فيلم (خلف الحبايب). ثم انضم إلى فرقة علي الكسار المسرحية فعمل مطرب ومونولوجست وممثل، وظل أحد رواد هذا الفن على امتداد عشر سنوات من عام (1935- 1945)، ثم عمل بالسينما وأصبح أحد أبرز نجومها. ثاني اثنان في تاريخ السينما المصرية أنتجت لهما أفلام بأسمائهما بعد ليلى مراد، ومن هذه الأفلام (إسماعيل يس في متحف الشمع - إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة - إسماعيل يس في الجيش). ساهم إسماعيل يس في صياغة تاريخ المسرح الكوميدي المصري، وكون فرقة تحمل اسمه وظلت هذه الفرقة تعمل على مدي 12 عامًا من عام 1954 حتى عام 1966 قدم خلالها ما يزيد على خمسين مسرحية بشكل شبه يومي. مثل إسماعيل يس مع الكثير من الممثلين والمطربين، وقضى مدة طويلة في دور الرجل الثاني أو مساند البطل حتى واتته الفرصه فأصبح بطلاً وقام ببطولة الكثير من الأفلام إلتي تبدأ باسمه، وقد شاركه في أكثر هذه الأفلام أصدقاء عمره (رياض القصبجي، زينات صدقي، حسن فايق، عبد الفتاح القصري، وتوفيق الدقن). في الستينيات بدأ ينحسر نجم إسماعيل يس في المسرح والسينما شيئا فشيئا لأسباب عديدة منها ابتعاده عن تقديم المونولوج، وتكرار نفسه في السينما والمسرح بسبب اعتماده على صديق عمره أبو السعود الإبياري في تأليف جميع أعماله، ومرض القلب، وتدخل الدولة في اﻹنتاج الفني في فترة الستينيات، وإنشاء مسرح التليفزيون. تراكمت عليه الضرائب والديون، فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وشارك هناك في بعض الأفلام القصيرة، ثم عاد إلى مصر مرة أخرى وعاش فيها فترة صعبة للغاية إلى أن وافته المنية نتيجة أزمة قلبية حادة في مايو عام 1972. الذى طالما أسعد جمهوره من خلال أعماله ورسم البسمة على وجوه الجميع ،"سمعة" استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب كأفضل فنانى الكوميديا فى تاريخ السينما المصرية، وبالرغم من أنه لا يستمتع بالوسامة، والجمال إلا أنه استحوذ وأثر القلوب بخفة ظله وطيبته وتلقائية أدائه وضحكته الشهير وإفيهاته الخالدة فى أعماله التى تضحكنا حتى الآن، قدم يس للمسرح 60 مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري قام بمسحها جميعا عن طريق الخطأ، إلا فصلين من مسرحية (كل الرجالة كده) وفصل واحد من مسرحية أخرى، ولكن البعض يتشكك في أن هذه الواقعة حدثت بشكل مقصود انتقامًا من إسماعيل يس، لأنه كان كثير السخرية من النظام، وإلقاء النكات عليه، الأمر الذي أغضب المسؤولون منه. ففي لقاء إذاعي في نهاية الخمسينات، طلب المذيع من إسماعيل يس أن يلقي نكتة، فقال (مريض راح لدكتور، قاله أنا تعبان أوي يا دكتور، الدكتور قاله أنت عندك انسداد في القناة الهضمية، قاله طب خليك بقى شاهد على إن جمال عبد الناصر هو اللي سدها)، حتى أن المذيع تجنب التعليق على نكتة إسماعيل ياسين، وقام بسؤاله عن موضوع آخر. تعثر المشوار الفني للفنان “إسماعيل ياسين” في العقد الأخير من حياته نتيجة إصابته بمرض القلب، الأمر الذي أدى إلى ابتعاده عن الفن وانحساره عن الأضواء تدريجياً، قال اسماعيل ياسين، في حوار لمجلة (الكواكب) عام 1962، إن السبب الأول لتراجع عدد أدواره يخص حالته الصحية، حيث منعه الأطباء من الوقوف أمام كاميرا التصوير، حرصًا على سلامته لأن إحدى عينيه كانت مهددة بشكل كبير، بالإضافة إلى غضبه من المنتجين الذين يرفضون ظهوره في أدوار الأب أو الأخ الكبير وإصرارهم على ظهوره في دور الشاب الذي يحب البطلة ويسعى للزواج منها قائلا (أنا زعلان من المنتجين لأني عايز أكون أب كده وكده). في بداية السبعينات وقبل وفاته بعدة أشهر قال ياسين (هل من المعقول أن يتحول إسماعيل يس إلى شخص يقرع باب عبد الحميد جودة السحار رئيس هيئة مؤسسة السينما ليسأله أن يتيح له فرصة عمل في السينما، أو اتصل بالمسؤولين في المسرح من أجل فرصة عمل بمسارح الهيئة، إننى أفضل الموت جوعا على أن ألجأ إلى أبواب المسؤولين، لقد قررت تحويل مسكني إلى مطعم لبيع الفول والطعمية بدلا من دق الأبواب). وفي عام 1972 بعد فترة طويلة من التجاهل، فوجىء إسماعيل يس بالمخرج أحمد ضياء الدين يعرض عليه دورًا في فيلم الرغبة والضياع، فوافق على الفور، وعند ذهابه لموقع التصوير، بكى لأكثر من نصف ساعة بعد الاستقبال الجيد والاحتفاء به، إلا أن الدور الذي قدمه إسماعيل يس كان صغيرا لا يليق باسمه وتاريخه، حتى اسمه على الأفيش كان الخامس بعد هند رستم ورشدي أباظة، ونور الشريف وهياتم. لم تؤدِ مشاركته في الفيلم لتحسن حالته النفسية، بل ازدادت سوءً، فنصحه الطبيب بالذهاب للإسكندرية، واستمر هناك أسبوعا، وبعد عودته بيوم، رحل إسماعيل يس متأثرا بإصابته بأزمة قلبية في 24 مايو 1972 عن عمر يناهز 60 عاما.ولم يكن أحد يتخيل يوماً أن المأساة والمعاناة هى عنوان نهاية هذا النجم الكوميدى، الذى عاش فى آخر أيامه حزيناً ومفلساً بعد تراكم الضرائب عليه ومطالبة الحكومة له بسدادها، مما اضطره لتصفية فرقته المسرحية، وبيع العمارة التى كان يمتلكها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق