حكايتنا .. اللحظات الاخيرة في حياة النجوم يرويها فرحات جنيدى الحلقة الثانية
ميمي شكيب الأضواء تخلق انطباعاً لدى البعض عن نجوم السينما بأنهم من المستحيل أن يعانوا من أى حزن أو ألم، فهم يملكنا الشهرة ووفرة المال يصحبها أناقة واهتمام بالمظهر، لكن الحقيقة تكون غير ذلك، تعالى واعرف جكايتنا وحكاية اليوم عن الفنانة ميمى شكيب فضيحة أنهت حياتة الفنانة ميمى شكيب التى قدمت للسينما المصرية نحو 160 فيلماً سينمائياً حيث حدثت ضجة عظمى فى بدايات السبعينيات عندما أعلنوا عن سقوط شبكة للآداب تضم عددا كبيرا من الفنانات تقودها ميمى شكيب تلك التى كانت تعشق السهر والحفلات والحياة الصاخبة السريعة، فكانت تقيم الحفلات فى منزلها بصفة مستمرة وتدعو أصدقائها من داخل وخارج الوسط الفنى، حتى فوجئت فى أحد الليالى بمباحث الأداب وهى تقتحم منزلها وتلقى القبض عليها وكل المتواجدين، وتم اتهامها بإدارة شبكة دعارة فى القضية التى اشتهرت باسم” الرقيق الأبيض”، ولم يكن هناك جريدة مصرية واحدة لم تتناول القضية، ولاحقتها الاتهامات حتى جاء القرار الحاسم من المحكمة ومنحها البراءة من القضية المنسوبة إليها. اسمها الحقيقي (أمينة شكيب)، ولدت في مدينة القاهرة في عام 1913، والتى عرفت فى الوسط الفنى باسم ميمى شكيب، وشقيقتها هى الفنانة زوزو شكيب التى تكبرها بـ 4 سنوات، وكانت ميمى شكيب أكثر جمالا وشهرة من شقيقتها الكبرى، وقدمت مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية التى سيطرت من خلالها على دور السيدة الارستقراطية التى برعت فى تقديمها والتى تحاكى شخصيتها الحقيقية بدرجة كبيرة، حيث نشأت من عائلة ثرية وتربت داخل القصور والسرايات، تتلمذت على أيدى الفنان الكبير نجيب الريحانى وبدأت التمثيل منذ منتصف الثلاثينات من خلال فيلم (ابن الشعب)، كما عملت كذلك مع فرقة نجيب الريحاني المسرحية، وإزدادت مع الوقت مشاركاتها السينمائية حتى تجاوز رصيدها من الأفلام أكثر من 160 فيلمًا، منها: (نشالة هانم، انت حبيبي، من غير ميعاد، دهب، الجريمة الضاحكة، الاختيار، ميرامار تزوجت من الفنان سراج منير التى قدمت معه ثنائيات رائعة فى أشهر الأفلام ، ومنها “الحل الأخير” عام 1937 و”بيومى افندى عام 1949 و”نشالة هانم” عام 1953 و”ابن ذوات” و”كلمة الحق” عام 1953م، واستمر زواجهم طوال 15 عاما حيث توفى الفنان سراج منير فى عام 1957 م، ورفضت أن تتزوج بعد رحيله. .ورغم تبرئة ميمي من هذه القضية، إلا أن القدر لم يتركها، وظلت أذيال هذه الاتهامات تلاحقها في عملها وفي حياتها الشخصية، فابتعدت الأضواء عنها لفترة طويلة. لم تكن تتخيل ميمى شكيب ما حدث لها، ولم تتحمل نفسيتها ما آلت إليها أمورها، فبعد الشهرة والنجومية، عاشت لسنوات في محنة مادية انتقلت بعدها إلى مصحة نفسية، ظلت فيها لعدة شهور..ولقد كان الغموض والحظ السيئ مصاحب ميمي حتى في طريقة موتها، أو بالأدق قتلها، حيث تم إلقائها من شرفة شقتها في حادث مأساوي وقع في يوم 20 مايو عام 1983.وكما لف الغموض هوية قاتل الراحلة سعاد حسني لم يعرف أيضا من هو قاتل ميمي شكيب وبالطبع ذهبت أصابع الاتهام إلى رجال السياسة الذين ارتبطوا أو تورطوا مع شكيب أو شبكتها فخافوا على مستقبلهم السياسي ولكن تبقى هذه مجرد تكهنات بينما الحقيقة دفنت مع صاحبتها. وظلت القضية تتداول مع تفاصيلها المثيرة حتى أصدرت المحكمة حكمها فى 16 يوليو 1974 بتبرئة ميمى شكيب وكل عضوات الشبكة لكونهن لم يتم إلقاء القبض عليهن وهن فى حالة تلبس بينما أثناء جلسة عادية لشرب القهوة، ورغم الإفراج والبراءة لكن تداول سيرة الفنانة الراحلة على مدار أشهر حتى صدور الحكم فى القضية قضى على ما كان متبقيا لها من شهرة ونجومية فنية، ورغم أنها عاشت بعد القضية ثمانية أعوام كاملة، إلا أنها كانت بمثابة سنوات معاناة حقيقية لها، فقد خفت وهج الأضواء حولها، فلم يحاول المخرجون والمنتجون الاستعانة بها إلا نادراً وفى أدوار صغيرة جداً، مما أدى إلى تدهور أحوالها المادية بشكل كبير، وبعد الحفلات الصاخبة والسهرات المرفهة شوهدت ميمى شكيب فى أواخر حياتها وهى تتقدم بطلب لصندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة تطلب فيه إعانتها مادياً، وقد تم تخصيص معاش استثنائى لها، لكن المعاناه لم تنتهى عند هذا الحد، حيث أُودعت بإحدى المصحات النفسية بضعة شهور، قبل أن تُقتل فى 20 مايو عام 1983 حيث تم إلقائها من شرفة شقتها وظل الغموض يحيط بمرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها حول أنه تم التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة ممن كانوا يشاركون فى إدارة شبكتها، وقُيدت القضية ضد مجهول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق