الخميس، 18 يوليو 2013

الحكيم: أبعاد سياسية ل"الأمن" واصطفاف طائفي شعبي نحو أحداث سوريا






جمال الموسوي . مدير مكتب البرقيه التونسيه والموعد الجديد العالميه في جمهورية العراق



يعترف الحكيم بوجود هواجس ومخاوف من دول في المنطقة تجاه ما يجري في العراق والتركيبة العراقية، فكلما اطمأنت هذه الدول كلما كانت اكثر حرصا على ايقاف حركة الارهابيين التي قد تتم عبر اراضيها او قد يكون هناك ادوار اكثر من غض النظر

قال عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في مؤتمر صحفي في الكويت، ان "المشكلة الامنية في العراق ذات ابعاد سياسية، وكلما اشتدت الازمة بين السياسيين العراقيين نجد ان الارهاب والعمليات الارهابية تأخذ مسارا متصاعدا، وكلما تهدأ النفوس وتتقارب تنعكس مباشرة على الوضع الامني بما يعني ان هذه القوى المتشددة والمتطرفة تستغل اجواء الصخب السياسي للنيل من ابناء شعبنا".

دول تشجع على الارهاب في العراق

واعترف الحكيم الذي يزور الكويت حاليا بوجود " هواجس ومخاوف من دول في المنطقة تجاه ما يجري في العراق والتركيبة العراقية، فكلما اطمأنت هذه الدول كلما كانت اكثر حرصا على ايقاف حركة الارهابيين التي قد تتم عبر اراضيها او قد يكون هناك ادوار اكثر من غض النظر، تصل احيانا إلى مستوى التشجيع كما تشير بعض التقارير الامنية الرسمية في هذا الاتجاه، ولسنا في وارد اتهام اي من البلدان، ونعتقد ان المشكلة يجب ان تعالج بالتضامن والتكافل والتعاون بين العراقيين انفسهم، لكن القضية فيها ابعاد سياسية وبعد اقتصادي، بدل ان يكون شباب عاطلين عن العمل يستغلون من قوى متشددة ويجندون باموال بسيطة، فحينما يتطور الوضع الاقتصادي في البلاد تكون الحكومة والمسار العام والقطاع الخاص والفرص التنموية قادرة ان تحتضنهم وتوفر لهم فرص العيش الكريم، حتى لا يندفعوا باتجاهات سلبية وخاطئة".

وأشار عمار الحكيم، في حوار له مع صحيفة "الرأي" الكويتية ، حيث التقى أمير الكويت وولي العهد الشيخ نواف الأحمد، و رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ورئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر الصباح، وبحث معهم مختلف القضايا المحلية والاقليمية، الى انه "بعد خروج العراق من تحت الفصل السابع، شهدنا تطورا لافتا ومهما للعلاقة بين البلدين، ليس على مستوى السياسي فحسب، وانما على المستوى الشعبي والاعلامي وكلنا سعادة ان تصل العلاقة إلى مثل هذا المستوى المتطور".

وشدد الحكيم على ان "الطموح لا يقف عند حد ونحن طموحون في العلاقة العراقية - الكويتية، ونتمنى لها ان تشهد المزيد من التطور على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي وعلى المستوى الامني في مواجهة الارهاب ومكافحة التشدد ".

الازمة العراقية



وحول مساعيه لاحتواء الازمة العراقية، وكيف هي علاقته مع رئيس الوزراء نوري المالكي، قال الحكيم "لاشك ان الواقع العراقي يشهد هدوءا نسبيا بين القيادات السياسية، والاجتماع الذي تشرفنا بعقده وحضر فيه قادة العملية السياسية من مختلف الاتجاهات كان له دور كبير في تهدئة الخواطر والمشهد السياسي العام، كما ان زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى أربيل ورئيس اقليم كردستان إلى بغداد ساهمت في تحسين وتطييب الخواطر"، لافتا إلى ان " المناخ الإعلامي العام مناخ تهدئة وتفاهم، كما ان الاتصالات والاجتماعات على مستوى ثنائي وثلاثي ورباعي تتم بشكل جيد وانسيابية، وهناك مبادرة لنائب رئيس الجمهورية الدكتور خزاعي اعتبرت استمرارا للاجتماع الرمزي الذي عقدناه للقادة العراقيين، ومن المفترض ان الحوار الذي سيبدأ تحت غطاء وخيمة الرئاسة العراقية ان يكون هناك وقوف عند الملفات الحساسة والنقاط الاساسية المطلوبة لكافة الاطراف والخروج بحصيلة ورؤية مقنعة للجميع".

اصطفافات تستهوي العراقيين تجاه احداث سوريا

وحول تقارير إعلامية تحدثت عن مقاتلين عراقيين في سورية، وهل هؤلاء ذهبوا بصفة شخصية ام بشكل رسمي من قبل الحكومة، قال الحكيم، إن "الحكومة العراقية اكدت في اكثر من مناسبة ان العراق يقف على الحياد بالملف السوري، ولا يدخل طرفا منحازا لاي من طرفي النزاع، ونتمنى الاستقرار لسورية، لكن المعروف ان طبيعة التعقيدات في الساحة السورية والاصطفافات تستهوي بعض المواطنين من توجهات مختلفة للاصطفاف مع هذا الطرف او ذاك، وعندما تتعرض المراقد المقدسة للاستهداف ويفجر البعض منها وتنبش قبور بعض الصحابة وتستخرج الجثامين الطاهرة لصحابة رسول الله من مراقدها تحرك مشاعر الكثير من الناس، فيندفعون دفاعا عن هذه العتبات والمزارات والموقع المقدسة، وفي الاتجاه الآخر هناك ابعاد مذهبية او طائفية احيانا تتبلور في صراع سياسي وتدفع اطراف معينة لان تصطف في اتجاه لآخر".

وتابع قائلا "كلنا اصبحنا نسمع عن صراع يدور بين جبهة النصرة هل لها قيادة مستقلة مباشرة مرتبطة بالظواهري، ام انها خاضعة لدولة العراق الإسلامية اي القيادة العراقية في تنظيم القاعدة، وهناك الكثير من الحديث والجدل في هذا الموضوع، ما يؤكد وجود مواطنين عراقيين يصطفون مع هذا الطرف او ذاك، ولكن هذه بصفة شخصية، والحكومة لا تتحمل اي مسؤولية، ولا تشجع على الحضور في اي من الطرفين، ونعتقد بان الحل الحقيقي في سورية لا يكون إلا بالحوار الجدي والبناء والحلول السياسية، وهذا ما نتمنى ان يتمخض عنه في مؤتمر جينيف 2 "

الوضع الأمني

وبشأن الوضع الأمني العراقي وهل من رسالة طمأنة، واين يضع التراجع الامني مؤخرا هل في خانة الازمة السياسية ام النزاع الطائفي؟، أفاد عمار الحكيم، بأن "القضية الامنية في العراق مركبة وفيها الكثير من التعقيد، البعض يحلو له ان ينظر لها ومعالجتها من زاوية امنية بحتة، واعتقد انه يخطئ في هذا الامر، وأضاف "هناك ابعاد ثقافية، فنحن نعرف ان ثقافة التطرف والعنف والدخول إلى الجنة بقتل الابرياء والتقرب إلى الله، فهناك من يرتدي الحزام الناسف ويدخل المساجد ويرفع صوته بقول الله اكبر ويفجر نفسه ويقتل المصلين ويزعم انه يتقرب إلى الله بقتل الناس، هذه ثقافة خاطئة وخطيرة تدرس اليوم عبر مناهج ومحطات دينية ومساجد وإعلام مسيس ومؤدلج بهذا الاتجاه، وهذا خطر كبير لا يعرف حدود وإذا ما انتشر في اي مكان يمكن ان يكون عابرا لاي حدود ويخاطر بالامن والسلم الاقليمي بشكل عام، فنحن جميعا نتحمل المسؤولية في معالجة مثل هذا الامر".

وزاد "المسالة فيها بعد امني وبعد سياسي وثقافي وتنموي واقتصادي، وكل هذه الامور حينما تنظر بنظرية ورؤية استراتيجية وامنية يمكن معالجتها، واعتقد اننا قطعنا شوطا مهما لكن مازال امامنا خطوات اضافية للوصول إلى عراق امن ومستقر".

النهوض بالخدمات

وحول الوضع الاقتصادي والنهوض بالخدمات لاسيما مشكلة الكهرباء وخصوصا في مناطق الجنوب، أشار الحكيم إلى أن "حجم الخراب والدمار والتفكك في المؤسسات التي ورثناها من الانظمة السابقة تحتاج للكثير من الجهد والوقت والتركيز، لنحقق تنمية شاملة بالبلاد، ولاشك ان الواقع الامني والصراعات السياسية تضعف الإدارة واختيار بعض الاشخاص غير الملائمين وغير الكفوئين ووضعهم في مواقع حساسة، كل هذه الامور كانت سببا في بطء حركة الاعمار والتنمية، ولكن هناك الكثير من الخطوات التي تتم وعمل كثير، وشعبنا طموح ومن حقه ان يكون طموحا ونشجعه على ان يكون طموحا، ولابد ان نجد تنمية سريعة تجد طريقها إلى التنفيذ وإلى أرض الواقع، ونعتقد في الظرف الحالي والفريق الجديد الذي تسلم إدارة المحافظات، وبما ان المحافظين من اتجاهات سياسية مختلفة، فهذا سيخلق بشكل طبيعي نوعا من التنافس الشريف، فالبصرة يقودها شخص من المجلس الأعلى، وميسان من التيار الصدري، وكربلاء من حزب الدعوة، وهكذا، والعمل سيعني نجاح الفريق والكيان السياسي الذي يرشح شخصيات كفوءة، فهذا الجو الذي نعيشه في الحكومات المحلية الجديدة، يشير إلى وجود فرصة لتنافس حقيقي وتقديم المزيد للمواطنين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق