الخميس، 18 يوليو 2013

مفهوم قتال الجهاديين


مصطفى عبد العاطي  _ يكتب _ للموعد الجديد العالمية 
-----------------------------------------------------------------------------



بعد أن انتهيت من كتابة بعض مقالاتي أمس وجدت على صفحى متابعة لأحد القراء من صفحة أحد القادة عن حصيلة ما فقدته القوات المسلحة اليوم من أبنائها ، وعلى آلام ما قرأت فإن كلمة حصيلة كانت صدمة بالنسبة لى في انحدار المصطلحات وعدم تسمية الأسماء بمسمياتها من ناحية ومن ناحية أخرى فإن الفجيعة لا تكون بافتقاد هذا العدد وإنما تكون بافتقاد واحد منهم فقتل ضابط واحد من أبنائنا هو قتل للجميع بل هو قتل للقانون كله بل هو قتل للأمة بأسرها .
لقد ذكَّرني هذا القائد بالعقيد أحمد كمال ولا أعرف الآن رتبته مسئول الحرس الجامعى في عملي عندما سأني سنة 2004م عن رأيي فيما نفعله مع الإخوان والسلفيين ، فقلت له : إذا كان عندك طبيب مزور وفتح عيادة وجلس يعالج بها الناس بأية تهمة يمكن أن تحاكمه فقال : بمخالفة القانون ، فقلت : وإن كان مهندسا فقال : كذلك فسألته هل يتعاطف أحد منكم مع الطبيب المزور أو المهندس المزور فقال : بالعكس الكل يقف معنا عليه ، فقلت : ولما لا يحدث ذلك من الجميع عند هجومكم على الإخوان والسلفيين مع أنهم جميعا يمارسون مهنة غير مهنتهم وإن كانت مهنة أحدهم فإنه يؤديها في غير مكانها وبأداء يختلف عن المنوط به والمطلوب منه وفي هذه الحالة سيقف معكم المجتمع كله عليه كما يقف معكم حينما تضبطون الطبيب المزور والمهندس المزور لأنه كذلك يمارس التزوير بأبشع صوره لكنكم تضبطون عليه بتهمة المصحف فترفعون من قدره وتحطون من قدر المستقيم الذي اضطر أن يقلده الآن ليرفع من معيار نفسه أمام المجتمع حتى صارت المشكلة أكبر وأفدح فقال : كيف لا تذكرون هذا الفكر لا تنشرون في الجرائد وترحموننا وترحمون أنفسكم فقلت له : فقلت عندنا جريدة تسمى صوت الأزهر تنشر للشيوخ الكبار ولمن هو أقل منى موهبة وتعطيهم حقهم في الإبداع لقتل أمثالي من الموهوبين الحقيقيين وكانت هذه سنة أولى قتل بالنسبة لى ولقد تخرجت على أيديهم بها من جامعة هذا القتل ، وكان معى مقال عن مفهوم الشرطية في الإسلام يرصد توافق الشرطي مع روح المجتمع في كل عصر ، فقد كان الشرطي يمثل الخليفة والحاكم في العصور الأولى وينيبه عنه في الصلاة لأن اللصوص والخارجين على القانون كانوا في حدود الحلال والحرام فكان الشرطي من معدن تفكيرهم وأظهرت له أطوار تحولات الشرطي في تفكيره وأدواته بتحولات المجرم في كل زمن ومناسبة ذلك لضبط الحياة بما يناسب المجرم وما يشاكله من وعي وتفكير ، وحبا من الرجل لمهنته أرسلني بحسن نية إلى منطقة الشرطة بالدراسة بالقاهرة لنشر هذا البحث القيم في مجلتهم وطبعا قابلوني بأدب جم ومن يومها حتى الآن لم ينشر البحث ولولا حسن نيتي وأخلاقي لكان للمسألة شيء آخر والحقيقة أننى مثلت الهبل على الشيطنة ليس إلا .
إننا نفقد أبناءنا لأننا نرفض أن نسمى الأشياء بأسمائها وأن نعاملهم بصفتهم سواء كانوا فرادى أو منظمة أو دولة ونرضى لمسميات أخرى وحزني أن الأمر ليس بحُسن نية وربما ليس ذلك من المسئولين الآن لكنه إلى متى سنظل نسير على نفس المنوال في التعامل وفي نفس الطريق ونقتل أبناءنا وتضيع مصر من أيدينا وأمام أعيننا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق