الأربعاء، 17 يوليو 2013

خيمة البرقية الرمضانية "اليوم9"






مصطفـى العمراني_"مدير مكتب البرقية التونسية"_المغرب


غريبة هي علاقة الانسان بالمكان، والاكثر غرابة قدرة الانسان على التكيف مع الامكنة بأختلاف الازمنة لكن الحب الحقيقي يبقى للمكان الاول فهو على رأي الشاعر:كيفما نقل الانسان فؤاده فحنينه ابداً لأول منزل.

والمكان قد يكون وطناً وانتزاع الانسان من وطنه يعني غياب هويته وذوبان شخصيته وحتى يغادر هذا الانسان وطنه منفياً او مختاراً فالبعض يصيبه ما يسمى بمصطلح وجع الوطن أو الحنين الجارف تجاه المكان لدرجة مرضية أو ما يشكل صدمة حضارية.

تطرأ علي هذه الفكرة، كلما حنيت الى مكان عشت فيه ولو فترة بسيطة أو هو الحنين الدائم والمتجدد للمدينه الغالية أو هي اللهفة العارمة للمكان الدافئ
كمقهى كان يوماً يضمك واصدقاءك الخلص قد يكون شجرة كانت تظلل الجميع وحين غادرها الجبيع شرعت في الموت أو هو مكان عام علم يستهدي به الناس ويعرفه الكل ويكفي أن تشير باصبعك له فلا يظل المكان ولا يضيع المسترشد به وفي يوم قبل مغيب الشمس تجد ثلاث حفارات تترصد بالمكان و بلافتته العتيقة واربعة عمال متسلقين يكسرون أحرف اسمه حرفاً حرفاً وبقساوة ساعتها شعرت وكأن عملاقاً غبياً يكسر سواعد جدة عجوز لقد غابت اللافتة لكن الناس اليوم حين يشيرون الى مكان معروف يقولون: هناك بالقرب المكان الفلاني غير معترفين بالاسم الجديد ولا بالمكان الجديد الذي حل محله..
تذكر البيت القديم وتذكر الاهل الاولين من كبار السن حين تغيب عن احدهم ظلته التي كان متعوداً أن يمشي تحتها فيصيبه الدوار ولا يستهدي لبيته ذاك النهار تظل اشياء كثيرة تذكرك بالقديم حتى تألف الجديد أو يبقى الزمن ينحت في ذاكرتك حتى ينسيك اياه ويصبح الجديد قديماً هي اشياء بسيطة لكنها تمس عمق الانسان ودواخله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق