السبت، 20 يوليو 2013

العاشر من رمضان إستمرار نزيف الدم والجماعة البراجماتية .




..بقلم دكتور عاطف عبد العزيز عتمان

---------------------------------------------------
-------------------------------------------


مرت ذكرى إنتصار العاشر من رمضان عام 1393 هجرية 1973 ميلاديةعلى مصر فى العاشر من رمضان عام 1434هجرية 2013 ميلادية  ذكرى حزينة ومغايرة فى الجوهر والمظهر ....

إستغلت جماعة الإخوان الخاسرة لكرسي الحكم الذكرى للتجييش ..تجييش المسلمين بعضهم على بعض وتأليب المصريون بعضهم على بعض ومواصلة الحشود لجر البلاد إلى الهاوية من أجل وهم عودة الكرسي لهم وهم يعلمون أن عودة الكرسي لهم تعنى إنهيار الدولة لا قدر الله...

مرت الذكرى وشتان بين الرمضانين ..

رمضان أخلصت فيه القلوب وتآلفت وأخذت فيه القيادة المسلمة الغير سلفية ولا إخوانية بزمام المبادرة ووجهت كل طاقاتها وإمكانياتها لتحرير الأرض وصوبت أسلحتها تجاه الصهاينة ..ورفعت راية الله أكبر وحققت النصر ودمعت كل عيون المصريين دمعة فرح بالنصر ودمعة بكاء على شهيد ..

وبين رمضان شاع فيه فحش القول وخبث الحديث وسادت الكراهية وشمت الأخ فى أخيه بل سال دم الأخ على يد أخيه ..

العاشر من رمضان الحالي قتلت نساء وتمت التجارة بدمائهم ..
لم يقتلوا على عتبات القدس بل قتلوا على عتبات الكرسي ...

جهل بعض رجال الدين بالواقع وجهالة البعض وطمع البعض الأخر جعلهم وقودا لحرق البلاد ...

ولا تزال جماعة الإخوان التي تجيد البراجماتية تلعب وتتلاعب بكل شيء عندما تغازل جماهير الإسلاميين المخدوعة والتي تنقاد خلف قيادات أبسط وصف لهم أنهم فشلة عجزة  تتاجر بالشريعة وحلم الخلافة التي لم يوضحوا هل يسعون لخلافة سيدنا عمر بن الخطاب أم لخلافة يزيد بن معاوية وكلاهما خلافة إسلامية وشتان بينهما وهل سيكون لديهم حجاج جديد ...

وليتهم إقتدوا بالخليفة الخامس الذى إختار حقن الدماء وتنازل بعد البيعة وإن كان الإخوان يتلاعبون أيضا بقصة البيعة فإن حدثوا الإسلاميين وتحدث دعاتهم تحدثوا عن البيعة والتى تعنى الخلافة وولاية الأمر وما يعقب ذلك من أحكام وإن حدثوا باقى المجتمع والعالم الخارجى تحدثوا عن الرئيس المنتخب ومدة الأربع سنوات وما يستلزم ذلك من تبعات ..
وتتحججوا بعدم تنازل الخليفة الثالث وليتهم فعلوا مثله..
فقد رفض سيدنا عثمان التنازل ورفض أن يدافع عنه الصحابة حتى لا يراق الدم فى سبيله ولم يدعى أن سبيل عثمان هو سبيل الله ولم يجمع الأنصار والمحبين يختبىء خلف دمائهم ومات شهيدا على ضفاف مصحفه مضحيا بدمه حاقنا لدماء المسلمين ..

أما إذا خاطبت الغرب إستقوت به ليس من أجل شريعة ولا خلافة بل من أجل ديموقراطية وليدة وكرسي لم يدم سوى العام ...

لم أسمع على منصة رابعة شريعة بل تباهى بعضهم بوجود النصارى والليبراليين وحماة الشرعية فى ميدان رابعة وأظن أن المنصة تمثل رابعة قبل الهداية ..
عندما توافق البابا مع خارطة الجيش أصبح النصارى يعزلون رئيسا حافظا للقرآن- ويذكر أن الحجاج كان حافظا للقرآن -..وعندما وجد على حد زعم منصة رابعة النصارى فى إعتصامهم تحولوا إلى النصارى المسلمين ...
إخترعوا مصطلح الفلول ليتاجروا به بالمخالفة للشريعة فعلى حد علمى لا يوجد تصنيف فى الشريعة إسمه الفلول ولما دخل الرسول الكريم مكة فى عهدها الجديد لم يسمى فلولا وليتهم إستخدموه بعيدا عن الشريعة بأخلاق ..بل كان من يوالى يصبح وطنيا ومن يعارض تلاحقه الفلولية ............

ضاع شعار الإسلام هو الحل وأعلنها القادة أن مرسى والكرسي هما الحل ومن دونهما الدم ..دم البسطاء دم الفقراء دم الشباب دم النساء دم الأطفال ..
مرسى مرسى هتافات أدعياء العلم وحملة المباخر وسط خفوت شعار الإسلام هو الحل ..
خرج القادة على المنصة ليقولوا كذبا أن 30يونيو كانت فوتوشوب ..فكذبوا وأحلوا الكذب وفق فقه ضرورياتهم الباطل وتناسوا أن المسلم لا يكون كذابا ...

دخلوا الإنتخابات وتحالفوا مع المجلس العسكري وإتخذوا مواقف معلومة فى أحداث محمد محمود ووعدوا فى فيرمونت ووعدوا وعود 100يوم ..ووعدوا بالقصاص للشهداء ..ووعدوا بدستور توافقي ..
وقسموا البلاد ووحدوا المعارضة بعد إعلانهم الدستوري اللقيط الذى تبرأ الجميع منه فلا نعرف له نسبا ..

حولوا مجلس الشورى لحلة لسلق ما تهضمه أمعائهم من قوانين بعد أن وعودا أن يقتصر دوره على قانون الإنتخابات ..

خالفوا الشريعة حينما تجاوزوا الكفاءة وإعتمدوا على الولاء وحاولوا بغباء تفكيك مؤسسات الدولة ظنا منهم بمقدرتهم على السيطرة عليها بالمعاقين فكريا الذين يفرضونهم على تلك المؤسسات ...

وإستمرت براجماتية الجماعة ودعاتها فقبل 30يونيو كان الفريق أول السيسى رمزا للوطنية والحكمة والقيادة ..
كان السيسى كعبة يحج إليها الإخوان من أجل الحفاظ على الكرسى وبعد 30يونيو ...
أصبح السيسى خائن وعميلا وصهيونيا ووو...

إستنجدت الجماعة بالغرب العلماني الكافر وإستعدوه على وطنهم وقد كانوا من قبل ينتقدون غيرهم على ذلك  من أجل الديموقراطية التي تعود بهم إلى الكرسي الذى أضاعوه وأضاعوا معه ثورة 25 يناير وأضاعوا دماء طاهر ضحت من أن أجل العيش والحرية والعدالة الإجتماعية وتلك المعاني هي أغلى مقاصد الشريعة الإسلامية ...
إنها البراجماتية فى أقبح صورها وأشد قبح لها أنها تتلاعب بالمشاعر الدينية وتتخفى خلف ستائر الدين ....

فى العاشر من رمضان 1973 ...عبر المصريون وعلت صيحات الله أكبر وكسر خط بارليف الخرافى .....
فى العاشر من رمضان 1973...قاد السادات رحمه الله مصر للإنتصار الأوحد على الكيان الصهيونى منذ نشأته ولم يكن السادات سلفيا ولا إخوانيا ولكنه كان مؤمنا فإستكمل البناء خلفا لعبدالناصر وأخذ بالأسباب هو وقادته وجنوده وأعلنوها الله أكبر
فى العاشر من رمضان 1973.....كان المصريون والعرب والمسلمون على قلب رجل واحد ...
فى العاشر من رمضان 2013...عبور لبعض المصريين على بعض ..
فى العاشر من رمضان 2013...بدلا من دماء تسيل لتحرير مقدس أو الدفاع عن أرض أون عرض تسيل على أعتاب السلطة

فى العاشر من رمضان 2013...أسلحة بعض المصريين تستخدم ضد جنود الجيش الذى عبر فى 73 فتجرح وتقتل ..
فى العاشر من رمضان 2013...بيوت منقسمة وأرحام مقطوعة وكراهية وفحش فى القول يزكم الأنوف ...
كلاهما عاشر من رمضان وكلاهما رمضان وكلاهما مصر
ولكن شتان بين مصر فى رمضان 73 ومصر فى رمضان 2013....
فهل ما زال الشباب والنساء الذين يضحون بدمائهم يطمحون فى الشهادة ؟؟


وفى سبيل من وفى سبيل ماذا ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق