الاثنين، 15 يوليو 2013

خيمة البرقية الرمضانية "اليوم7"




مصطفـى العمراني_"مدير مكتب البرقية التونسية" والموعد الجديد _المغرب




في التاريخ البشري، لم يكن التظاهر السلمي في الشارع، الوسيلة الوحيدة لانتزاع الحقوق، فقد اهتدت مجموعة من الشعوب لِطُرق رأت أنها أكثر فعالية من مجرد إدمان الصراخ في الشوارع، من بينها العصيان المدني، ثم الإضراب عن الطعام، المنشورات الاحتجاجية، التعبير الفني..إلا أن مجموعات عديدة من نساء هذه الكرة الأرضية، وجدن سلاحا أكثر فعالية لانتزاع حق ما، إنه سلاح الامتناع عن الجنس، أي ذلك الدور البيولوجي الذي يبقى، واحدا من أهم الأدوار التي تحكم علاقة الرجل بالمرأة، والمرأة بالرجل.

الامتناع عن الجنس..سلاح كل امرأة كينية

بعد سنوات دموية، استطاعت كينيا تنظيم انتخابات رئاسية سنة 2009، إلا أن المخاوف لم تتبدد من عودة العنف بالنظر إلى حداثة آلية الصندوق الانتخابي، وبالنظر كذلك إلى توتر العلاقة بين رئيس الدولة مواي كيباكي ورئيس الوزراء رايلي أودينغا، ففكرت بعض الجمعيات النسائية في هذه الطريقة الاحتجاجية لحث الرجال على تسوية خلافاتهم بشكل سلمي بدل العودة إلى الرصاص، ليتم إعلان حملة " لنخدم أمتنا التي نمثل" التي باشرت ناشطاتها إضرابا عن الجنس.

هكذا قالت روكيا سوباو، رئيسة إحدى هذه الجمعيات النسائية:" لقد استنتجنا أن الجنس هو الحل الوحيد لهذه المشكلة بعدما جربنا الكثير من الحلول الأخرى، فالعملية الجنسية منتشرة بين جميع طبقات المجتمع، ولا يوجد في الجنس تمييز لقبيلة ما، كما أنه لا يوجد حزب ما يضعه داخل برامجه، إنه تقليد يقع في جميع البيوت، وبالتالي فهو السلاح الذي يبدأ من كل أسرة".

الإضراب عن الجنس الذي استمر مدة أسبوع واحد، انتشر بشكل رهيب على مستوى أغلب المدن الكينية، حيث أكدت باتريسا نياوندي، مديرة اتحاد المحاميات، أن مبدأ هذا الاحتجاج، هو أن تحرم النساء أنفسهن مما يرينه أساسيا، إلا أن هذا الحرمان، تزيد نياوندي، يُعتبر أساسيا وجوهريا للبلاد في تلك الظرفية. كما أن زوجة رئيس الوزراء، إيدا أودنيغا، أعلنت انضمامها إليه، لكي تضغط على زوجها من أجل القبول بنتائج الصناديق بعيدا عن أية صدامات جديدة، بل إن حتى عاملات الجنس، انضممن إليه، وصار الجنس بكينيا في ذلك الأسبوع، أحد أكثر الأشياء ندرة.

من الطرائف التي أدى إليها هذا الإضراب، هي دعاوى قضائية رفعها بعض الرجال ضد المجموعات النسائية بسبب ما تكبّدوه من عناء نفسي، زاعمين أن بُعد نسائهم عنهم، سَبّب لهم آلاما نفسية وجسدية هائلة، إلا أن هذه الدعاوى، أكدت على نجاح الإضراب النسائي، ومن علامات نجاحه كذلك، أن تم فتح مجموعة من الجبهات الحوارية، حول مآل البلاد، وبدأت الأحزاب السياسية تعي خطورة الموقف، لتتدخل مجموعة من الأطراف من أجل إنهاء الإضراب بعدة جلسات مصالحة، وأخيرا، وافق رئيس البلاد ورئيس الوزراء، على القبول بحل سلمي لحل الخلافات السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق